قصة قصيدة إن لها عليك حقا لم يزل

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن كعب بن سور:

هو كعب بن سور الأزدي، وهو من قبيلة من اليمن، وضعه الخليفة عمر بن الخطاب واليًا على البصرة، توفي في موقعة الجمل في عام ستة وثلاثون للهجرة.

قصة قصيدة إن لها عليك حقا لم يزل:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إنّ لها عليك حقا لم يزل” فيروى بأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان في يوم جالسًا في مجلسه، فدخل عليه أحد رجاله وأخبره بأن هنالك امرأة على الباب، فأمره بأن يأذن لها بالدخول، فخرج الرجل إلى المرأة وأدخلها إلى مجلس أمير المؤمنين، وعندما دخلت المرأة ووقفت بين يدي الخليفة عمر، قالت له: يا أمير المؤمنين، إن لي زوج يصوم النهار، ويقوم الليل، فقال لها الخليفة: نعم الرجل هو، وكان من بين الجالسين في مجلسه رجل يدعى كعب بن سور، وكان كعب قاضيًا، حيث تسلم القضاء فيما بعد، فقال للخليفة: يبدو أن هذه المرأة قد جاءت إليك لكي تشكو لك زوجها، حيث أنّه قد شغل بالصيام والقيام عنها، فقال له أمير المؤمنين: يا كعب، كما فهمت كلامها، أحكم بينها وبين زوجها.

وعندما وضع أمير المؤمنين كعب بن سوار كقاضي بين هذه المرأة وزوجها، قام كعب بأمر رجاله بأن يحضروا له زوجها، فذهب أحدهم وأحضره، وعندما دخل الرجل إلى المجلس حيث الخليفة وكعب والزوجة حاضرون، قال له كعب: إنّ زوجتك هذه تشكوك، فقال له الرجل: هل تشكوني في أمر الطعام والشراب؟، فقال له كعب: لا، بل تشكوك في أمر عدم اهتمامك بها، فأنشدت المرأة قائلة:

يا أيها القاضي الحكيم أنشده
ألهى خليلي عن فراشي مسجده

نهـــاره وليله لا يرقــــــده
فلست فــــي أمـر النساء أحمــده

فأنشد زوجها قائلًا:

زهدني في فرشها وفي الحلل
أني امرؤ أذهلني ما قد نزل

في سورة النمل وفي السبع الطول
وفي كتاب الله تخويف يجل

فأنشد كعب بن سور قائلًا:

إن لها عليك حقا لم يزل
في أربع نصيبها لمن عقل
فعاطها ذاك ودع عنك العلل

ثم قال للزوج: يا أخي لقد أحل الله تعالى لنا مثنى وثلاث ورباع، فإن لك ثلاثة أيام ولياليهن، ولها اليوم الرابع وليلته، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله إني لا أدري من من أتعجب، من كلام هذه المرأة، أم من حكمك الذي حكمته بينها وبين زوجها، اذهب يا كعب لقد وضعتك واليًا على البصرة.


شارك المقالة: