قصة قصيدة الابن أمك ما بدا
أمّا عن مناسبة قصيدة “الابن أمك ما بدا” فيروى بأن عمرو بن المنذر الملك بن امرؤ القيس كان أصغر أبناء المنذر، وكان له من أبيه إخوان وهم عمرو الأكبر والمنذر وقابوس، وكانوا من عمة أمه أمامه، وهي هند بنت الحارث الكندي، فعندما كبرت هند طلقها وتزوج من ابنة أخيها أمامة بنت عمرو بن الحارث الكندي، وقال في خبر ذلك:
كبرت وأدركها بنات أخ لها
فأزلن إمتها بركض معجل
وعندما مات المنذر، جعل الحكم لابنه عمرو الأكبر، ومن بعده لقابوس، ومن بعده لمنذر، ولم يجعل لابنه عمرو بن أمامة شيئًا، وعندما استلم ابنه عمرو الأكبر الملك، قام بوضع أخيه قابوس آمرًا على البادية، ولم يقم بإعطاء أخاه عمرو بن أمامة أي شيء، فقال عمرو في ذلك:
الابن أمك ما بدا
ولك الخورنق والسدير
فلأمنعن منابت
الضمر إذا منع القصور
بكتائب تردى كما
تردى إلى الجيف النسور
إنا بني العلات نقضي
دون شاهدنا الأمور
ثم خرج وهو غاضب من أخيه، وتوجه إلى اليمن، وأقام هنالك عند قبيلة يقال لها قبيلة مراد، وبينما هو عندهم تمكن من إقناعهم بأحقيته بأن يكون هو الملك عوضًا عن أخيه، وفي النهاية اقتنعوا بذلك، وقدموا له الطاعة، فتوجه بها اتجاه العراق، وبقي يسير بهم أيام وليالي طويلة، وعندما شقّ عليهم ذلك، أخذوا يلومون بعضهم البعض على مسيرهم معه، وخرج له رجل منهم يقال له هبيرة بن عبد يغوث، وأحاط به هو ومجموعة من الرجال، وأخذوا يتقاتلون، فأنشد عمرو بن أمامة قائلًا:
لقد عرفت الموت قبل ذوقه
إن الجبان حتفه من فوقه
كل أمرئ مقاتل، عن طوقه
كالثور يحمي جلده بروقه
وبعد أن قاتلهم، وتمكن من بعض رجالهم، زادت جراحه، وأصابه التعب من كثرة القتال، حتى تمكنوا منه في النهاية، وقاموا بقتله.
نبذة عن عمرو بن أمامة
أما عن عمرو بن أمامة: فهو عمرو بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان اللخمي المشهور بعمرو بن أمامة، ذلك للتمييز بينه وبين أخاه الأكبر عمرو بن هند، قتل على يد رجل من قبيلة مراد.