قصة قصيدة بسط الربيع بها الرياض كما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بسط الربيع بها الرياض كما

أمّا عن مناسبة قصيدة “بسط الربيع بها الرياض كما” فيروى بأنه كان عند محمد بن كناسة جارية يقال لها دنانير، وقد اشتهرت هذه الجارية بشدة جمالها، كما اشتهرت أيضًا بإجادتها للشعر، وسرعة بديهتها، وفي يوم من الأيام جلست هذه الجارية مع مولاها، وكان يبدو على وجهها أنها تريد قول شيء، ولكنها لم تستطع، وعندما رأى ذلك منها، أصر عليها أن تخبره ، حتى أخبرته بأنها تشتهي رؤية الحيرة، فوعدها بأنهما سوف يزورانها، وفي ذلك اليوم توجه إلى أحد أصحابه، وقد كان صاحبه شاعرًا من كبار شعراء الكوفة، وأخبره بخبر دنانير، وسأله إن كان يستطيع مساعدتهما، وكان ذلك في فصل الربيع، فقال له صاحبه: نعم.

وفي اليوم التالي، خرج ثلاثتهم، وكان الشاعر صاحب مولاها قد تقدم عليهما، حتى وصل إلى منطقة يقال لها الخورنق، وجلس في مكان كثير العشب، وأخذ ينتظرهما، حتى أقبلا، وإذ به قد أتى وهو يركب على بغلة، وجاريته على حمار، وعندما وصلا إليه، توقفا، ونزلا، وأخذ الغلام دابتيهما، وجلسا معه، وقد جلس مولاها بينها وبين صاحبه الشاعر، حتى أخفى وجهها عنه، فقال لها الشاعر ممازحًا: إنك تسترين وجهك عن شيخ، فقالت له: طماح عين، فضحك ثلاثتهم، ومن ثم أخذوا ينظرون إلى أراضي الحيرة، ورياضها، ويتذكرون ما مضى لهذه الأراضي من الزمان، ويستحسنون حمرة الزهور تحت ضوء الشمس، ويتمتعون بطيب الروائح، وبينما هم جالسون أخذ محمد عودًا، وكتب على الأرض:

الآن حين تزين القطر
أنجاده ووهاده العفر

ثم قال لجاريته: يا دنانير، أجيزيه، فأخذت تنشد قائلة:

بسط الربيع بها الرياض كما
بسطت ثياب في الثرى خضر

فقال الشاعر: أحسنت والله، فقال له محمد بن كناسة: أجز، فكتب تحتهما:

برية في البحر نابتة
يجبى إليها البر والبحر

فكتبت دنانير:

وسرى الفرات على مياسرها
وجرى على أيمانها النهر

وبدا الخورنق في مطالعها
فرداً يلوح كأنه الفجر

كانت منازل للملوك ولم
يعمل بها لمملك قبر

نبذة عن الجارية دنانير

هي إحدى جواري العصر العباسي، كان يملكها رجل من أهل المدينة المنورة، وقام بشرائها يحيى بن خالد البرمكي، ومن بعد نكبة البرامكة قام بعتقها، كانت جميلة، وكانت تجيد الشعر.


شارك المقالة: