يحب العديد من الناس فصل الربيع ويتغنون به، ويحب آخرون فصل الخريف ويتغنون به، واليوم نقص عليكم بعضًا مما قيل في كل من الربيع والخريف.
من هو أبو نواس؟
هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من كبار الشعراء في العصر العباسي، نشأ في البصرة، ومن ثم انتقل إلى بغداد.
قصة قصيدة تأمل في نبات الأرض وانظر
أما عن مناسبة قصيدة “تأمل في نبات الأرض وانظر” فيروى بأن أحدهم سئل في يوم من الأيام عن الخريف والربيع، فرد قائلًا: إن الخريف للفم والربع للعين، وذلك لأن الربيع لا تكون فيه الفاكهة، وسئل عنها أحدهم فقال: الربيع لأهل الوبر والخريف لأهل المدر، ومنهم من قال: وأشمنا بالليل برد خريفه، وقد أنشد الشعراء أبياتًا عديدة من الشعر يمدحون فيها الربيع والخريف، ومن هؤلاء الشعراء الباذاني الذي أنشد يمدح الخريف قائلًا:
ولا زلت في عيشةٍ كالخريف
فإن الخريف جميعاً سحر
ومنهم ابن المعتز الذي أنشد أيضًا يمدح الخريف قائلًا:
اشرب على طيب الزمان فقد حدا
بالصيف من أيلول أسرع حاد
ومنهم من مدح الربيع، ومنهم الشاعر الذي أنشد قائلًا:
أربعةٌ نحيا بها
روحٌ ونفسٌ وبدن
الماء والخضرة والندمان
والوجه الحسن
وقد قال أبقراط: إن الذي لا يفرح برؤية الربيع، ولا يعجب بنسيم أسحاره فإنه إنسان ليس عنده حس أو أنه مريض نفس، وقد كتب الخليفة عمر بن الخطاب في يوم من الأيام إلى أمير جنده أن يخرج بالناس إلى الصحراء في الربيع، فيروا آثار رحمة الله، وكيف يحيي الأرض من بعد أن كانت ميتة، وقال أبو تمام فيه بأنه آثر الأزمان، وأنشد ابن المعتز فيه:
انظر إلى دنيا ربيعٍ أقبلت
مثل المهاة تبرجت لزناة
وقال آخر:
فالراح قد باحت بأسرار الندى
فتنفس الريحان في الجنات
وأنشد أبو نواس قائلًا:
تأمل في نبات الأرض وانظر
إلى آثـار مـا صـنـع المليك
عــيــون مــن لجــيـن شـاخـصـات
بـأحـداق كـمـا الذهب السبيك
عـلى قـضـب الزبـرجد شاهداتٌ
بـــأن الله ليـــس له شــريــك
يطلب الشاعر التأمل في نباتات الأرض في فصل الربيع، وينظر خلق الله تعالى، وكل ذلك يشهد بأن الله سبحانه وتعالى ليس له شريك.
الخلاصة من قصة القصيدة: للعديد من الناس أقوال في فصلي الربيع والخريف، ومقارنتهما ببعضهما البعض، كما هنالك العديد من القصائد التي تتغنى بهذين الفصلين.