قصة قصيدة تؤمل للنفس الشجية فرحة
أمّا عن مناسبة قصيدة “تؤمل للنفس الشجية فرحة” فيروى بأن ألفونسو السادس ملك قشتالة قد انقلب على المعتمد بن عباد، ولكن المرابطين في الأندلس تمكنوا من إنقاذه هو والمسلمين الذين معه، بعد أن استغاث بهم، بعد أن عبروا الزقاق المؤدي إلى الزلاقة، وتمكنوا من الانتصار على النصارى.
وبعد ذلك اقتربت جيوش يوسف بن تاشفين من الأندلس، وكانوا يريدون أن يزيلوا ملوك الطوائف الأندلسيين عن عروشهم، وإنزالهم من حصونهم، وعندما وصل خبر ذلك إلى المعتمد بن عباد، بعث إلى ألفونسو، وهو من كان عدوه قبل مدة قصيرة، لكي يقوم بمساعدته في حربه ضدهم، فأجابه ألفونسو وأتى إليه، ولكن عندما بدأ القتال، تمكنت جيوش يوسف بن تاشفين من قتل ابنيه الراضي والمأمون، وعندها نزل بنفسه لكي يقاتل ضدهم، ولكنهم تمكنوا من أسره، ومن بعدها توجهوا إلى إشبيلية.
كما تمكن يوسف وجيوشه من أسر الأمير عبد الله بن بلقين وهو آخر ملوك بني زيري في غرناطة، وبعث به هو والمعتمد بن عباد إلى مدينة أغمات في جنوب المغرب، وأسرا هنالك، وبينما كان المعتمد بن عباد في الأسر كتب الكثير من الأشعار، التي تدل على أنه لا يوجد عنده أمل بالخروج من الأسر، والعودة إلى ما كان عنده من ملك، بل أنه يبكي على ما كان له من مجد، ومن ذلك قوله:
تُؤَمِّلُ لِلنَّفسِ الشَجِيَّةِ فَرحَةً
وَتأبى الخُطوبُ السودُ إِلّا تَماديا
لَياليكَ في زاهيكَ أَصفى صَحِبتُها
كَما صَحبَت قَبلي المُلوكُ اللَياليا
نَعيمٌ وَبؤسٌ ذا لِذَلِكَ ناسِخٌ
وَبعدَهُما نَسخُ المَنايا الأَمانيا
وبينما هو في المنفى أتى إليه العديد من الشعراء المخلصين له لكي يزوروه، ومنهم أبو الوليد النحلي وابن اللبانة، ومنهم أيضًا ابن حمديس، فكتبوا له الشعر، وكتب هو لهم أيضًا.
نبذة عن المعتمد بن عباد
هو محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي، الملقب بالمعتمد على الله بن عباد، وهو ثالث ملوك بني عباد في الأندلس وآخرهم، ولد في عام أربعمائة وواحد وثلاثون للهجرة في باجة في الأندلس، وتوفي في عام أربعمائة وثمانية وثمانون للهجرة في مراكش في المغرب.