نبذة عن الشاعر امرؤ القيس:
هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، ولد في عام خمسمائة وواحد ميلادي في نجد في الجزيرة العربية، واشتهر بلقب امرؤ القيس، ولقب أيضًا بأبي وهب وأبي الحارث وأبي زيد، له مكانة رفيعة بين الشعراء العرب على مر العصور، وقد برز في فترة الجاهلية، ويعتبر رأس شعراء العرب، وواحد من أبرزهم على مر التاريخ.
ونشأ امرؤ القيس في قبيلة كندة، وأمه هي فاطمة بنت ربيعة، أخت الزير سالم وكليب بن ربيعة، تعلّم الشعر من خاله الزير سالم، وكان ينظم الشعر في النساء وهو شاب، فقام والده بطرده من نجد، وبعثه إلى ديمون في حضرموت، وبينما هو هنالك تم قتل والده.
وتوفي امرؤ القيس خمسمائة وأربعون في أنقرة.
قصة قصيدة تطاول الليل علينا دمون:
أما عن مناسبة قصيدة “تطاول الليل علينا دمون”، فيروى بأن امرؤ القيس وبينما هو في شبابه كان كثير التغزل بالنساء، وكثير اللهو وشرب الخمرة، وبسبب ذلك كله قرر أبوه أن يطرده من بيته، وبالفعل طرده، وعندها غادر امرؤ القيس نجد، وتوجه إلى القسطنطينية، وبينما هو هنالك وصله خبر مقتل أبيه على يد رجل من بني أسد، وهو الذي كان ملكًا عليهم هم وبني غطفان، وكان يومها في مدينة تدعى ديمون، فأنشد في خبر ذلك قائلًا:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون
ومن ثم قال: لقد ضيعني أبي وأنا صغير، وقام بتحميلي دمه وأنا كبير، فإني اليوم لن أصحو من الخمر، ولكني وبعد اليوم لن أسكر ولن أشرب الخمر، ومن ثم حاول امرؤ القيس أن يثأر لوالده، فقام بالاتصال بكافة القبائل العربية لعله يجد من يقف معه منهم، وتوجه إلى الحارث الغساني لكي يسانده، ومن ثم ذهب إلى السمؤال الذي بعثه إلى قيصر الروم، ولكنه وقبل أن يصل إلى القيصر قام أحد رجال بني أسد بالوشاية به إلى القيصر، الذي قام بدوره بوضع السم على حلي وقدمها له كهدية، وعندما ارتداها مات متأثرًا بالسم، وكان ذلك في مدينة أنقرة، حيث توفي هنالك، ودفن فيها.