قصة قصيدة  تطاول هذا الليل تسري كواكبه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة  تطاول هذا الليل تسري كواكبه

أمّا عن مناسبة قصيدة “تطاول هذا الليل تسري كواكبه” فيروى بأن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما كان خليفة، اعتاد أن يخرج في كل ليلة لكي يتفقد أمور المسلمين في المدينة المنورة، وكان بذلك يرى إن كان المسلمون محتاجون لشيء، وفي يوم من الأيام، انتظر الخليفة حتى أتى الليل، ونام جميع المسلمين، وخرج يمشي بين أحياء المدينة، وبينما هو يسير مر من جانب بيت، وكان في هذا البيت امرأة من نساء المسلمين، مغلقة على نفسها باب بيتها، وعندما مر الخليفة من جانب البيت سمعها تنشد قائلة:

تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ تَسْرِي كَوَاكِبُهُ
وَأَرَّقَنِي أَنْ لا ضَجِيعٌ أُلاعِبُهُ أُلاعِبُهُ

طَوْرًا وَطَوْرًا كَأَنَّمَا
بَدَا قَمَرًا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ حَاجِبُهُ

يُسَرُّ بِهِ مَنْ كَانَ يَلْهُو بِقُرْبِهِ
لَطِيفُ الْحَشَا لا تَحْتَوِيهِ أَقَارِبُهُ

فَواللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لا شَيْءَ غَيْرَهَ
لَنُفِضَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ

وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلًا
بَأَنْفُسِنَا لا يُفَتِرُّ الدَّهْـرُ كَاتِبُهُ

ومن ثم تنفست هذه المرأة نفسًا عميقًا، وقالت: والله لو أن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب علم ما بي، لهان عليه وحشتي وغيبة زوجي عني، وكان زوج هذه المرأة جنديًا في جيوش الفتح التي كان يسيرها الخليفة عمر.

وفي اليوم التالي سأل عمر بن الخطاب ابنته حفصة عن المدة التي تصبر فيها المرأة على غياب زوجها، فقالت له بأن المرأة تصبر على غياب زوجها ستة أشهر، أو أربعة أشهر، فقال لها: لن أبقي الجيوش خارج المدينة لمدة تزيد عن ذلك، كما أنه قد أمر بأن يقسم جيش المسلمين إلى صوائف وشواتي، أي أن جيشًا يخرج في الصيف، وجيشًا يخرج في الشتاء، ومن ثم أمر بإحضار هذه المرأة، وعندما أتته قال لها: أخبرها بأنه سمع ما قالت في الليلة السابقة، وبأنه سوف يعيد لها زوجها من الجيش، ومن ثم أمر لها بكسوة ونفقة من بيت مال المسلمين، وبعث بكتاب إلى قائد جنده يأمره فيه بأن يعيد زوج هذه المرأة إلى المدينة المنورة.

حالة الشاعرة

كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة الشوق لزوجها، والحزن على حالها ووحدتها من بعده.


شارك المقالة: