قصة قصيدة تعالى الله يا سلم بن عمرو

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر أبي العتاهية:

هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي، ولد في عام مائة وثلاثون للهجرة في في منطقة يقال لها عين التمر وهي قريبة من كربلاء في العراق، كان في بداية حياته يبيع الجرار، ولكنه بدأ بعد ذلك في نظم الشعر، وقد برع في ذلك، فأصبح من أفضل الشعراء في التاريخ، توفي في عام مئتان وثلاثة عشر للهجرة في بغداد.

قصة قصيدة تعالى الله يا سلم بن عمرو:

أمّا عن مناسبة قصيدة “تعالى الله يا سلم بن عمرو” فيروى بأن رجل يدعى سلم الخاسر وهو سلم بن عمرو بن حماد كان مقربًا من الخليفة العباسي أبو عبد الله محمد المهدي، وكان يحضر مجالسه وينشد الشعر في حضرته، فيقوم الخليفة بإيجازه، وقد كان في ذلك الوقت قريبًا أيضًا من البرامكة، وقد اشتهر بكونه شاعرًا كسب المال الوفير بسبب شعره، وقد قيل بأنه الشاعر الذي حشي فمه ذهبًا.

وقد كان سلم الخاسر أحد تلامذة الشاعر بشار بن برد، وصديقًا مقربًا للشاعر أبي العتاهية، وفي يوم من الأيام قرر أبو العتاهية أن يقوم بكتابة قصيدة ويبعث بها إلى سلم الخاسر، وفي هذه القصيدة كان له معاتبًا، حيث ذكره باسمه الصريح بأنه يحب المال، وينصحه على أن يكون زاهدًا في حياته حيث قال:

تعالى الله يا سلمَ بنَ عمرٍو
أذلَّ الحرصُ أعناق الرجالِ

هبِ الدنيا تساق إليك عفوًا
أليس مصير ذاك إلى الزوال؟
فما ترجو بشيء ليس يبقى
وشيكًـا ما تغيّره الليالي

وعندما وصلت القصيدة إلى سلم الخاسر غضب غضبًا شديدًا، وعلق على أبو العتاهية وعلى زهده قائلًا: ويلي على من أفنى حياته وهو يجمع المال وعبأ الصرر بالذهب، وهي الآن في بيته، ثم بعث إلي ينصحني بالزهد، فهو عندما فعل ذلك كان ينافق، ثم أنشد قائلًا:

ما أقبح التزهيدَ من واعظ
يزهِّد الناسَ ولا يزهـدُ

لو كان في تزهيده صادقًا
أضحى وأمسى بيتُه المسجدُ

ورفضَ الدنيا ولم يلقها
ولم يكن يسعى ويسترفِد

يخاف أن تنفَـدَ أرزاقه
والرزق عند الله لا ينفَـد

الرزق مقسوم على من ترى
يناله الأبيض والأسود

كلّ يُوفَّى رزقَـه كاملاً
مَن كفَّ عن جهد ومن يجهد


شارك المقالة: