نقص عليكم اليوم ما حصل عندما قام الخليفة هارون الرشيد بتولية أبنائه المأمون والأمين والمؤتمن بلدان المسلمين.
من هو إبراهيم الموصلي؟
هو إبراهيم بن ميسون، من أشهر المغنين في العصر العباسي، ولد في الكوفة، وتوفي في بغداد.
قصة قصيدة خير الأمور مغبة
أما عن مناسبة قصيدة “خير الأمور مغبة” فيروى بأن الخليفة هارون الرشيد قد خرج في عام من الأعوام لأداء فريضة الحج، وكان معه ولداه محمد الأمين، وعبد الله المأمون، وكان مجموع ما أعطاه لأهل مكة وأهل المدينة المنورة في ذلك العام ألف ألف دينار، فقد كان أهل مكة يذهبون إليه فيعطيهم، ومن ثم يذهبون إلى ابنه محمد فيعطيهم، ومن ثم يذهبون إلى ابنه عبد الله فيعطيهم.
وكان الخليفة قبل أن يخرج إلى الحج قد أعطى ابنه محمد ولاية كلًا من الشام والعراق، وأعطى ابنه عبد الله ولاية همدان إلى بلاد المشرق، ومن ثم أعطى ابنه القاسم المؤتمن ولاية شبه الجزيرة والثغور والعواصم، وكان سبب ذلك أن ابنه القاسم قد تربى على يد عبد الملك بن صالح، وهو أحد أمراء بني العباس، وعندما ولى الرشيد كلًا من الأمين والمأمون، بعث إليه عبد الملك بن صالح بكتاب، كتب له فيه أبياتًا من الشعر قال فيها:
يا أيها الملك الذي
لو كان نجما كان سعدا
اعقد لقاسم بيعةً
واقدح له في الملك زندا
فالله فرد واحد
فاجعل ولاة العهد فردا
ففعل الخليفة كما أخبره عبد الملك بن صالح، ولامه على ذلك جماعة، ووافقه على ذلك جماعة آخرون، ولكن ذلك لم يكن للقاسم حيث توفي قبل أن يكون له شأن.
وعندما انتهى الخليفة من الحج جمع أمرائه ووزرائه، وأحضر ولديه الأمين والمأمون، وكتب كتابًا بتوليتهم ما أمر لهما، وجعل الوزراء والأمراء يشهدون على ذلك، وأراد أن يعلق هذا الكتاب على باب الكعبة، ولكن الكتاب سقط على الأرض، وأنشد إبراهيم الموصلي في ذلك قائلًا:
خير الأمور مغبةٌ
وأحق أمرٍ بالتمام
أمر قضى أحكامه الرحمن
في البلد الحرام
يقول الشاعر في هذه الأبيات بأن ما حصل في البيعة لكل من الأمين والمأمون قد قضى الله تعالى بها في بلده الحرام.
الخلاصة من قصة القصيدة: ولى الخليفة هارون الرشيد أبناءه على أماكن مختلفة من الدولة العباسية، وجمع وزراءه وأمراءه ليشهدوا على ذلك.