في العالم الإسلامي علماء قلّ أن تجد مثلهم، ومن هؤلاء العلماء عالمنا لهذا اليوم وهو الليث بن سعد الفهمي الذي يروى بأن علمه تجاوز علم الإمام مالك بن أنس.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على وفاة العالم الليث الفهمي.
قصة قصيدة ذهب الليث فلا ليث لكم
أما عن مناسبة قصيدة “ذهب الليث فلا ليث لكم” فيروى بأن الإمام العالم أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي كان فقيهًا ومحدثًا، وكان هو إمام أهل مصر في زمانه، ويعتبر صاحب واحد من المذاهب الإسلامية، ولكن مذهبه اندثر، ولد في مدينة قلقشندة في مصر، وإليها ينسب.
ويعتبر واحدًا من أكثر علماء وقته علمًا، حيث قال فيه الإمام الشافعي بأن علمه تجاوز علم الإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي، ولكن تلامذته لم يقوموا بكتابة علمه وفقهه، ولم يقوموا بنشره، فكان ذلك سببًا لاندثار مذهبه، وقد بلغ الفهمي مبلغًا عاليًا من العلم في الفقه الشرعي، حيث كان العديد من متولي وقضاة وناظري مصر يعودون إليه في المسائل الفقهية التي يختلفون فيها.
كان الفهمي كثير الاتصال بالمجالس العلمية، حيث سمعه ابن بكير يقول في يوم من الأيام بأنه قد سمع من العالم الزهري في مكة المكرمة في عام مائة وثلاث عشرة للهجرة، وكان وقتها في عمر العشرين، ومما ميزه أنه كان صاحب ثروة كبيرة، بسبب الأراضي التي كان يملكها، ولكنه وعلى الرغم من ذلك كان زاهدًا في حياته، فقد اعتاد أن يطعم الناس في الشتاء الحلويات بالعسل والسمن، وفي الصيف يطعمهم اللوز في الحلا، ولكنه كان يأكل الخبز والزيت، ويروى بانه لم تجب عليه الزكاة يومًا لأنه كان كريمًا يطعم الفقراء في كافة أيام العام، فلا ينتهي الحول إلا وهو منفق نقوده ومتصدق بها.
توفي الفهمي في عام مائة وخمس وسبعين للهجرة، وأقيمت له جنازة كبيرة في مصر، ورثاه أحد الشعراء ببيت من الشعر قال فيه:
ذهب الليث فلا ليث لكم
ومضى العلم غريبا وقبر
يرثى الشاعر الإمام الليث بن سعد الفهمي، ويقول بأنه بعد ان توفي لم يبق أحد من العلماء، فأصبح العلم من بعده غريبًا.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان العالم الفهمي من علماء أهل السنة، وكان من أصحاب المذاهب، ولكن مذهبه اندثر، وله العديد من الخصال الحميدة.