قصة قصيدة رأيت رؤيا ثم عبرتها
أمّا عن مناسبة قصيدة “رأيت رؤيا ثم عبرتها” فيروى بأنه دخل في يوم من الأيام رجل إلى مجلس سوار بن عبد الله، وهو ابن عم عبيد الله بن الحسن، وعندما دخل إلى مجلسه، شكا إليه بأن زوجته تدافعه على بيت هو ملك له، وأخبره بأن عنده شاهدين بأن البيت له، فبعث سوار في طلب زوجة هذا الرجل، وعندما أتته، سألها عن خبر البيت، فقالت له: والله إنه يكذب، وإن البيت لي، وليس عنده أحد سوى هذين الشاهدين يشهد له بكلامه، فأرسل سوار في طلب الشاهدين، وعندما أتيا شهدا بأن البيت يعود للرجل، وكان سوار يعرف هذين الشاهدين، فصدق كلامهما، كونه كان يعرفهما من قبل، ويعرف بأنهما لا يكذبان.
ولكنه وعلى الرغم من ذلك لم يحكم بالبيت للرجل، وأخذ يسأل جيرانهم، وكانوا جميعًا يقولون بأن البيت للزوجة وليس للرجل، والشاهدان ثابتان على شهادتهما، فشكا سوار الأمر إلى ابن عمه عبيد الله بن الحسن، فقال له: سوف أحضر معكم المجلس، وإن شاء سوف أتبين لك الحقيقة، وحضر الجلسة معه، وفي تلك الجلسة التفت إلى الشاهدين، وقال لهما: ليس من حق القاضي أن يسألكما كيف شهدتما، ولكني أسألكما، كيف تعرفان بأن البيت يعود إلى الرجل؟، فقالا له: إنه في يوم من الأيام أراد أن يخرج إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، فأحضرنا، وأدارنا على حدود بيته من الخارج، وقال لنا: هذا بيتي، فإن حصل لي شيء وأنا في الحج، فبيعوه وأقسموه على سبيل كذا.
وبعد أن سمع منهما كيف يعرفان بأن البيت للرجل، قال لهما: هل عندكما غير هذه الشهادة؟، فقالا له: لا والله، فقال لهما: الله أكبر، فإن قمتما معي إلى خارج هذا البيت، وأخبرتكما بأنه ملك لي، فهل ستشهدان لي به؟، ففهم الشاهدان بأنهما كانا على خطأ، وأصبح سوار إذا سأل عن صدق الشاهد يتبع المسألة بأن يقول: وهل هو حائز للعدالة؟، فقد ظننت بأن عبيد الله رأى في الشاهد غفلة فاختبره بهذا وما أشبهه.
وفي يوم من الأيام دخل أعرابي إلى مجلس سوار بن عبد الله في أمر، وبالفعل حكم سوار في أمره، ولكن الحكم لم يعجب ذلك الأعرابي، فحاول الأعرابي أن يثنيه عن حكمه، ولكنه لم يظفر بحاجته، وكانت في يد هذا الأعرابي عصا، فاقترب من سوار، وأخذ يضربه بالعصا، وهو ينشد قائلًا:
رأيت رؤيا ثمّ عبّرتها
وكنت للأحلام عبّارا
بأنّني أخيط في ليلتي
كلباً فكان الكلب سوّار
فقام الحاضرون إليه ومنعوه عنه، وبعد أن منعوه عنه، لم يعاقبه بشيء.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الغضب من سوار بن عبد الله.