قصة قصيدة سعد السعود يتيه فوق الزاهي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سعد السعود يتيه فوق الزاهي

أمّا عن مناسبة قصيدة “سعد السعود يتيه فوق الزاهي” فيروى بأن عبيد الله بن محمد الرشيد الملقب بالرشيد كان أكبر أبناء المعتمد بن عباد، وكان الرشيد دمثًا رقيقًا، وكان قد درس العلوم الرياضية، كما أنه كان يجيد ضرب العود، وكان له أدب وشعر، وذكر بأن أبيه قد جعله وليًا لعهده، كما أنه قد قام بتقديمه إلى خطة القضاء في إشبيلية، وكان الهدف من ذلك أن يحافظ على اسم سلفه هنالك.

وعندما تولى أمر قضاء إشبيلية كان يجلس للأحكام جلوسًا لعامة الشعب في كل يوم خميس، وكان يحضر مجلسه أعيان الفقهاء، وكبار أهل العلم، وكان يأتيه الناس لكي يحكم لهم في أمورهم، فيحكم فيها، وكان إذا أراد أن يصدر حكمًا يستشير أهل الفقه فيه قبل أن يصدره، وفي حكمه كان يمضي إلى ما يجب على المهب المالكي، وكان من يتولى القضاء عنده القاضي الفقيه المشاور أبو محمد عبد الله بن جابر اللّخمي، ولكنه بعد فترة عزله من منصبه، ووضع مكانه أبو القاسم أحمد بن منظور القيسي.

وعندما انتقل بنو عباد إلى المغرب، سكن الرشيد هنالك في قلعة المهدي، وبقي يسكن فيها حتى توفي في عام خمسمائة وثلاثين للهجرة.

ومن شعر الرشيد وهو يخاطب زوجته، وهي تلد له ابنه:

أهنيك، بل نفسي أهنّي، فإنني
بلغت الذي كان اقتراحي على الدهر

خلاصك من أيدي المنون وغرة
بدت للمعلّى مثل دائرة البدر

كأنّي به عما قريب مملّكاً
زمام المعالي نافذ النهى والأمر

يقود إلى الهيجاء كلّ غضنفر
ويضرب من ناواه بالبيض والسّمر

فقرّت به عيني وعينك في العلا
ولا زال أسمي في المحلّ من الغفر

وفي يوم من الأيام، وبينما كان الرشيد في مجلس أبيه، وكان الحاضرون يتحدثون عن قبة في القصر الزاهي، يقال لها سعد السعود، فقال أبيه قسم فيها، ولكن الشعراء الحاضرين عجزوا عن يجيزوا ما قال أبيه، فقال هو مرتجلًا:

سعد السعود يتيه فوق الزاهي
وكلاهما في حسنه متناه

ومن اغتدى وطناً لمثل محمد
قد جلّ في علياه عن أشباه

لا زال يخلد فيهما ما شاءه
ودهت عداه من الخطوب دواه

نبذة عن الرشيد بن معتمد

هو أبو الحسين عبيد الله الرشيد بن المعتمد، وهو أحد أبناء المعتمد بن عباد أمير إشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف.


شارك المقالة: