اشتهرت العديد من النساء في العصر الإسلامي بشجاعتهن، ودفاعهن عن الحق، ومنهن شاعرتنا سودة بنت عمارة الهمدانية، التي كانت شجاعة، واشتركت في معركة صفين مع الخليفة علي بن أبي طالب.
من هي سودة بنت عمارة بن الأسود؟
سودة بنت عمارة الهمدانية، وهي شاعرة من شاعرات اليمن، شهدت مع الخليفة علي بن أبي طالب معركة صفين، واشتهرت بشجاعتها.
قصة قصيدة شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة
أما عن مناسبة قصيدة “شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة” فيروى بأن امرأة يقال لها سودة بنت عمارة بن الأسد وقفت في يوم من الأيام على باب مجلس الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وطلبت الدخول إلى مجلسه، فدخل عليه الحاجب، وأخبره بأنها على الباب، فأذن لها بالدخول، فخرج الحاج وأدخلها إلى مجلسه، ووقفت بين يديه، فقال لها: يا بنت الأسد، ألست أنت من قلت؟:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة
يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر علياً والحسين ورهطه
واقعد لهند وابنها بهوان
تحض الشاعرة أخيها في هذه الأبيات على نصرة الخليفة علي بن أبي طالب وابنه الحسين ومن معهما، وتحض أخيها أيضًا على الوقوف في وجه معاوية بن أبي سفيان.
إن الإمام أخا النبي محمد
علم الهدى ومنارة الإيمان
وقد الجيوش وسر أمام لوائه
وارم بأبيض صارم وسنان
فقالت له: نعم يا أمير المؤمنين، أنا من قلت ذلك، وليست مثلي من ترغب عن الحق، وتعتذر عما قالت، فقال لها الخليفة: ومال الذي دفعك لقول ما قلت؟، فقالت له: حبي للخليفة علي بن أبي طالب، ورغبتي باتباع الحق، فقال لها الخليفة: والله إني لا أرى عليك من أثره شيئًا، فقالت له: أقسمت عليك يا معاوية أن لا تذكر ما سلف، فقال لها: هيهات، كيف أنسى ما سلف، وما فعل أخيك قد أساء إلي، فقالت له: والله إنك قد صدقت، ولكن أخي لم يكن قبيح المقام، ولا خبيًا، وهو كما قالت الخنساء:
وإن صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
ومن ثم قالت: وأنا أسألك يا أمير المؤمنين أن تعفو عنه، مما استعفيت به، فقال لها معاوية: لقد فعلت.
الخلاصة من قصة القصيدة: دخلت سودة في يوم إلى مجلس معاوية، فسألها عن شعر قالته في علي بن أبي طالب، فقالت له بأنه لها، ومن ثم طلبت منه أن يعفو عن أخيها، ففعل.