قصة قصيدة عنان لو وجدت لي فإني من
أمّا عن مناسبة قصيدة “عنان لو وجدت لي فإني من” فيروى بأنه كان عند رجل يقال له الناطفي جارية كان اسمها عنان، وكان الناطفي لا يرضى بأن تزعل منه عنان، وكانت إذا أخطأت سامحها على خطأها، ولكنها في يوم من الأيام أخطأت، ومن دون وعي منه قام بضربها، فأخذت عنان تبكي، ورغم محاولاته العديدة لكي يجعلها تتوقف عن البكاء، إلا أنها قد استمرت بالبكاء.
وعندما يأس من محاولة إيقافها عن البكاء، بعث بأحد غلمانه إلى الشاعر أبي النواس، لعله يجد طريقة يسكتها بها، فذهب الغلام إلى بيت أبي النواس، وطرق عليه بابه، وعندما خرج إليه، أخبره بأن مولاه يريده، فخرج أبو نواس، وتوجه إلى مجلسه، وعندما دخل إلى مجلسه، وجد عنان جالسة عنده، وهي تبكي، فجلس أبو نواس، وأومأ له مولاها بأن يحاول أن يخرجها من الحال التي هي بها، فالتفت أبو نواس إلى عنان، وأنشد قائلًا:
عنان لو وجدت لي فإني من
عمري في آمن الرسول بما
فأنشدت عنان قائلة:
فإن تمادى ولا تماديت في
قطعك حبلي أكن كمن ختما
فأنشد أبو نواس قائلًا:
علقت من لو أتى على أنفس
الماضين والغابرين ما ندما
فأنشدت عنان قائلة:
لو نظرت عينها إلى حجرٍ
ولد فيه فتورها سقما
نبذة عن أبي نواس
هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، أبوه من دمشق في سوريا، وأمه من الأهواز في إيران، ولد في عام سبعمائة وستة وخمسون ميلادي في الأهواز، وهو واحد من أشهر شعراء العصر العباسي، ويعتبر واحدًا من مؤسسين الحركة التجديدية في الشعر في ذلك العصر.
بعد أن ولد في الأهواز انتقل إلى مدينة البصرة في العراق، ونشأ فيها، ومن ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها، وبينما هو في بغداد اتصل بالبرامكة وقام بمدحهم، كما اتصل بالخلفاء العباسيين مثل الخليفة هارون الرشيد وابنه الأمين.
يعتبر شعره ثورة على التقاليد التي كانت في عصره، حيث يعتبر شاعر الخمر من دون أي منازع.
توفي أبي نواس في عام ثمانمائة وثلاثة عشر في مدينة بغداد.