قصة قصيدة قد أكثروا لومى وما اقلا
أمّا عن مناسبة قصيدة “قد أكثروا لومى وما اقلا” فيروى بأنه عندما قتلعثمان بن عفان، واستلم الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة من بعده، رفض أهل الشام وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان أن يبايعوه كخليفة للمسلمين، حتى يقوم بإمساك من قتل عثمان بن عفان، ويقتص منهم.
وعندما وصل الخبر إلى علي بن أبي طالب خبر رفض معاوية بن أبي سفيان ومن معه مبايعته، قام ببعث جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية، وكان سبب بعثه إليه أن يدعوه إلى مبايعته، فخرج جرير من المدينة المنورة وتوجه إلى الشام، وعندما وصل إلى الشام، قام معاوية بن أبي سفيان باستشارة عمرو بن العاص السهمي، فأشار عليه الأخير بأن يقوم بجمع أهل الشام، ويخرج صوب العراق، لكي يطالب هنالك بأن يتم الاقتصاص ممن قتل عثمان بن عفان.
فخرج معاوية من الشام، وتوجه نحو العراق، وهنالك التقى جيشه بجيش علي بن أبي طالب في عام سبعة وثلاثون للهجرة، وبعد أن بقي الجيشان يقاتلان لأيام عديدة، أتى جماعة من جيش علي، وكانوا يحملون سيوفهم على وهددوه بأنه إن لم يقبل التحكيم فإنهم سوف يقاتلونه، فاضطر الخليفة أن يقبل بالتحكيم، ويترك القتال.
فذهب من وكلوا بالتحكيم إلى كل طرف من طرفي القتال على حدة، وأخذوا منهم العهود والمواثيق بأن يطيعوا ما كان في الصحيفة التي معهم، وأن لا يعودوا للقتال، فاتفقوا على ذلك، واتفقوا على أن لا ينقضوا العهد، وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وعاد جيش معاوية بن أبي سفيان إلى الشام، وقام كل طرف من الطرفين بإطلاق سراح أسرى الطرف الآخر، وعاد كل إلى بلده.
أنشد هاشم بن عتبة قصيدة في هذه الواقعة قال فيها:
قد أكثروا لومى وما اقلا
انى شريت النفس لما اعتلا
أعور يبغى أهله محل
الا بد ان يفل أو يفلا
قد عالج الحياة حتى ملا
اشلهم بذى الكعوب شلا
معَ ابن عمّ أحمدَ المُعلّى فيه
الرسولُ بالهدى استهلاّ
أوّلُ مَن صدّقه وصلّى
فجاهدَ الكفّارَ حتّى أبلى
نبذة عن هاشم بن عتبة
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري القرشي، صحابي جليل من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، شارك مع الخليفة أبي بكر الصديق في حروب الردة، كما شارك في فتوحات العراق والشام وفارس في خلافة عمر بن الخطاب.