قصة قصيدة قل للوزير وليس رأي وزير

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قل للوزير وليس رأي وزير

أمّا عن مناسبة قصيدة “قل للوزير وليس رأي وزير” فيروى بأن ابن عمار قد أشار على المعتمد بأن يدخل على مرسية، فوافق المعتمد على ذلك، ولم يترك ابن عمار في إشبيلية في ملك الدولة، أو في ملك أحد من معارفه فرسًا ولا مطية إلا وأخذها من صاحبها، إن كان ذلك بالترغيب أم بالترهيب، فجمع مائة من الإبل ومائة من الخيل، كما وقام التجار بإحضار ما يملكون على اختلاف بضائعهم من ديباج وخز إلى ما دون ذلك من أفضل الملابس، وهم بالخروج، وبينما هو خارج قال له المعتمد: اذهب إلى خيرة الله، ولا تظن بأنك قد خدعتني، فقال له ابن عمار: لم أخدعك ولكنك مضطر.

وخرج ابن عمار، وتوجه صوب مرسية، وتوقف عند باب مقرانة، وأقام بالقرب منها أربعة أيام، وفي اليوم الخامس أمر جيشه برفع الألوية ودق الطبول، وسار الجيش صوب مرسية، وبينما هو في طريقه نحوها كان لا يمر بمدينة مملوكة لابن عباد إلا وأخذ منها كل الذخيرة التي فيها، ووصل إلى مرسية ودخلها، وخرج له ابن رشيق، وزفه إلى القصر، وفي اليوم التالي دخل عليه الخواص والعوام من أهل المدينة، يهنئونه بوصوله، وأخذ الشعراء يتغنون بمديحه، وهو جالس محاولًا التشبه بابن عباد في حمل الطويلة على رأسه، فوصله بأن ابن عبد العزيز قد عاب عليه ذلك، فكتب له:

قل للوزير وليس رأي وزير
أن يتبع التنزير بالتندير

إن الوزارة لو سلكت سبيلها
وقف على التعزيز والتوقير

وأرى الفكاهة جلّ ما تأتي به
رحماك في التعجيز والتصدير

وصلت دعابتك التي أهديتها
في خاتم التأمين والتأمير

وأظنها للطاهريّ، فإن تكن
فخليقة التقديس والتطهير

ولعل يوماً أن يصيّر نعته
في طينة التقديم والتأخير

وترى بلنسية وأنت قدارها
سينالها التّدمير من تدمير

نبذة عن ابن عمار

هو أبو بكر محمد بن عمار بن الحسين بن عمار المهري القضاعي، لقب بذي الوزارتين، ولد في مدينة شلب في جنوب البرتغال، وهو شاعر وسياسي أندلسي، كان وزيرا وسفيرا للمعتمد بن عباد حاكم إشبيلية، ثم خرج عليه واستقل بحكم مرسية.


شارك المقالة: