قصة قصيدة لقد خاب من أولاد دارم من مشى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لقد خاب من أولاد دارم من مشى

أمّا عن مناسبة قصيدة “لقد خاب من أولاد دارم من مشى” فيروى بأنه في يوم من الأيام توفيت زوجة الشاعر الفرزدق، وهي النوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي، وكانت قبل أن تموت قد أوصت زوجها أن يصلي عليها الحسن البصري، وشهد على وصيتها أعيان أهل البصرة، وعندما خرجت جنازتها، خرج الحسن البصري على بعيره، وكان الفرزدق على يساره وهو راكب على حصانه، فقال الحسن البصري للفرزدق: ماذا تسمع الناس من حولك يقولون؟، فقال له الفرزدق: إنهم يقولون: لقد حضر هذه الجنازة أفضل الناس، وهم يقصدونك بذلك، ويقولون: لقد حضرها شر الناس، وهم بذلك يقصدوني أنا، فقال له الحسن البصري: يا أبا فراس، إني لست أفضل الناس، وإنك لست شر الناس، ثم قال له: ماذا أعددت لبعد مماتك؟، فقال له الفرزدق: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وذلك منذ ثمانون عامًا، وعندما وصل الناس إلى المسجد، وصلى الحسن على زوجة الفرزدق، توجهوا إلى قبرها لكي يقوموا بدفنها، فأخذ الفرزدق ينشد قائلًا:

لَقَد خابَ مِن أَولادِ دارِمَ مَن مَشى
إِلى النارِ مَشدودَ الخِناقَةِ أَزرَقا

إِذا جاءَني يَومَ القِيامَةِ قائِدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفَرَزدَقا

أَخافُ وَراءَ القَبرِ إِن لَم يُعافِني
أَشَدَّ مِنَ القَبرِ اِلتِهاباً وَأَضيَقا

إِذا شَرِبوا فيها الصَديدَ رَأَيتَهُم
يَذوبونَ مِن حَرِّ الصَديدِ تَمَزُّقا

وعندما سمع الحسن البصري شعر الفرزدق أخذ يبكي حتى تبلل التراب الذي تحت قدميه، ومن ثم التفت إليه، وقال له: والله إنك كنت من أبغض الناس إلي، ولكنك اليوم من أحب الناس إلي، ومن ثم قال له: ألا تخاف الله في قذف المحصنات؟، فقال له الفرزدق: والله إن الله تعالى أحب إلي من عيني اللتان أرى فيهما، فكيف يعذبني؟.

نبذة عن الفرزدق

هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر المجاشعي الدارمي الحنظلي التميمي، شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في كاظمة في دولة الخلافة الراشدة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وهو شاعر من النبلاء والأشراف، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء، توفي في البصرة في العراق.


شارك المقالة: