نقص عليكم اليوم خبر رو بن زنباع مع راعٍ لقيه بينما كان في طريقه إلى الحج، فدعاه إلى الطعام وهو صائم.
من هو روح بن زنباع؟
هو روح بن زنباع، وهو صاحب الشرطة أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وشاعرًا من شعراء العصر الأموي، توفي في الأردن.
قصة قصيدة لقد ضننت بأيامك يا راعي
أما عن مناسبة قصيدة “لقد ضننت بأيامك يا راعي” فيروى بأن روح بن زنباع كان وزير الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان لا يفارق الخليفة، وفي يوم من الأيام خرج روح بن زنباع إلى مكة المكرمة حاجًا، وبينما هو في طريقه، نزل على ماء بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأمر رجاله أن يحضروا له الطعام، فحضروا له طعامًا مختلف الألوان، ووضعوها بين يديه، فجلس يأكل.
وبينما هو جالس يتناول الطعام رأى راعيًا من الرعاة أتى إلى الماء، فأمر أحد رجاله أن يذهب إلى ذلك الراعي ويحضره له، فذهب الرجل وأحضر ذلك الراعي، وعندما أتاه دعاه روح لتناول الطعام معه، فأخذ الراعي ينظر إلى الطعام، ومن ثم قال له بأنه صائم، فقال له روح: أفي مثل هذا اليوم الطويل الشديد الحر تصوم يا أيها الراعي؟، فقال له الراعي: لقد صمت في أيام أشد حرارة منه، فقال له روح: اقطع صيامك، وصم في الغد، فقال له الراعي: أأقطع أيام صيامي من أجل طعامك يا أخي؟، وهب تضمن لي البقاء حتى الغد؟، ومن ثم انصرف الراعي، وجلس بالقرب من الماء، وترك روح بن زنباع، فأخذ روح بن زنباع ينشد قائلًا:
لقد ضننت بأيامك يا راعي
إذ جاد بها روح بن زنباع
يقول روح بن زنباع في هذا البيت مخاطبًا الراي، ويقول له لقد بخلت بأيامك أيها الراعي، عندما جدت لك بها.
ومن ثم أخذ روح يبكي بكاءً شديدًا، وأمر رجاله أن يحملوا تلك الأطعمة من أمامه، وقال لهم: ابحثوا عن أحد من هذه الأعراب أو الرعاة يأكل هذا الطعام، ومن ثم خرج من ذلك المكان، وأكمل مسيره نحو مكة المكرمة، وكلام الراعي قد أخذ مجامع قلبه، وصغرت نفسه إليه.
الخلاصة من قصة القصيدة: خرج روح بن زنباع في يوم من الأيام إلى مكة المكرمة حاجًا، وبينما هو في طريقه نزل على ماء، وأمر بتحضير الطعام، فحضروا له طعامًا من مختلف الألوان، ووضعوه أمامه، فرأى راعيًا ودعاه للطعام، ولكن الراعي أخبره بأنه صائم، وامتنع عن تناول الطعام.