قصة قصيدة لمن دمنة بالنعف عاف صعيدها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لمن دمنة بالنعف عاف صعيدها

أمّا عن مناسبة قصيدة “لمن دمنة بالنعف عاف صعيدها” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج أبو وجزة الشعري من دياره، وتوجه إلى مكان يسكن به بنو مزينة، وسكن بالقرب منهم، وكان سبب ذلك أنه تزوج فتاة من قومهم، وبحكم المصاهرة التي أصبحت بينه وبينهم فعل ذلك، وفي يوم دعاه رجل يقال له عمرو بن زياد بن سهيل بن مكدم بن عقيل بن عمرو بن مرة بن مازن بن عوف بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان، فنزل عليه، وأكرمه عمرو خير إكرام، وأحسن مثواه، فأنشد أبو وجزة السعدي قصيدة يمدحه فيها، قائلًا:

لِمن دِمنَةٌ بِالنَعفِ عافٍ صَعيدُها
تَغيَّرَ باقيها وَمحَّ جَديدُها

لِسَعدَةِ مِن عامِ الهَزيمَةِ إِذ بِنا
تَصافٍ وَإِذ لَمّا يَرُعنا صدودُها

وَإِذ هي أَمّا نَفسُها فَأَرِيبَةٌ
لِلهوٍ وَأَمّا عَن صِبا فَتذودُها

تَصَيَّدُ أَلبابَ الرِجالِ بدلّها
وَشيمَتُها وَحشِيَّةٌ لا نَصيدُها

كَباسِقَةِ الوَسمِيّ ساعَةَ أَسبَلَت
تَلَألَأَ فيها البَرقُ وَاِبيضَّ جيدُها

كَبِكرٍ تُرائي فَرقَدَين بِقَفرةٍ
مِن الرَملِ أَو فَيحانَ لَم يَعسُ عودُها

لعمرو النَدى عمرو بن آل مكدّم
وَعمرٌو فَتى عُثمانَ طُرّاً وَسيدُها

فَتىً بَينَ مَسروجٍ وَآلِ مُكدَّمٍ
كَثيرُ عَليّاتِ الأَمورِ جَليدُها

حَليمٌ إِذا ما الجَهلُ أَفرطَ ذا النُهى
عَلى أَمرِهِ حامي الحصاةِ سَديدُها

وَما زالَ يَنحو فِعلَ مَن كانَ قَبلَهُ
مِن آبائِهِ يَجني العُلا وَيُفيدُها

فَكَم مِن خَليلٍ قَد وَصَلتُ وَطارِقٍ
وَقَرَّبتُ مِن أَدماء وارٍ قَصيدها

وَذي كُربَةٍ فَرَّجتُ كُربَةَ همِّه
وَقد ظَلَّ مُستَدّاً عَلَيهِ وَصيدُها

نبذة عن أبو وجزة السعدي

هو يزيد بن عُبيد بن وهيب بن خالد بن عامر بن عمير بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وهو من التابعين، شاعر ومحدث ثقة، صدوق، وهو أحد أعيان الشعراء من قبيل بني سعد، خرج مع الخليفة عمر بن الخطاب إلى الشام، ومن ثم عاد إلى المدينة المنورة، وعاش فيها حتى توفي في عام مائة وثلاثون للهجرة.


شارك المقالة: