قصة قصيدة لم يطلع البدر إلا من تشوقه
أمّا عن مناسبة قصيدة “لم يطلع البدر إلا من تشوقه” فيروى بأن ابن سهل النوبختي في يوم من الأيام وبينما كان في السوق، لقي قريبًا له يقال له أبو محمد النوبختي، فتوجه إليه ورد عليه السلام، وتحدث الاثنان، وعندما أرادا أن يفترقا، أخبر ابن سهيل أبا حسن بأنه في ذلك المساء سوف يكون في بيته مغنيًا يقال له إبراهيم بن زرزر، وكان إبراهيم بن زرزر مغنيًا مشهورًا في مدينتهم في ذلك الزمان، وكان من الأصدقاء المقربون من أبو محمد النوبختي، ومن ثم دعاه للانضمام لهم، لكي يتسامروا، فأخبره أبو محمد بأنه سوف يحضر لا محالة، ومن ثم افترق الاثنان.
وعندما أتى المساء خرج أبو محمد هو وجماعة من أصدقائه، وتوجهوا إلى بيت قريبه ابن سهل، وقرعوا عليه الباب، فخرج لهم وأدخلهم، وصعد بهم إلى سطح البيت، حيث كان الطقس جميلًا في يومها، وكان معهم رجل يقال له إبراهيم بن زرزر وهو من المغنين المعروفون في المدينة في وقتها، وكان إبراهيم أمرد الرأس، جميل الوجه.
وكان ساعتها في السماء غيم، فكان القمر ساعة يظهر وساعة يغيب، فأحب أبو حسن النوبختي أن يمازح إبراهيم بن زرزر، فأقبل عليه، وجلس بجانبه، وكان لحظتها القمر باديًا، فأنشده قائلًا:
لم يطلعِ البَدْرُ إلاَّ من تَشَوُّقهِ
إليكَ حتَّى يُوافي وجهكَ النَّضِرَا
ومن ثم عندما غاب القمر بسبب الغيوب، أنشده قائلًا:
ولا تَغَيَّبَ إلاَّ عندَ خَجلتِهِ
لمَّا رآكَ فوَلَّى عنكَ واسْتَتَرَا
نبذة عن أبي محمد النوبختي
هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، وقد كان مؤرخًا متكلمًا وفيلسوفًا من علماء القرنين الثالث والرابع الهجري، زامن العصر العباسي، متكلّم وفيلسوف، وهو من عائلة آل نوبخت، وهي أسرة أصلها من الدولة الفارسية، وهو واحدة من الأسر الأصيلة، التي دخلت الإسلام في زمن العصر العباسي، وقد تصدى العديد من رجال عائلته للإمارة في زمانهم.
لم يعرف تاريخ ولادته، وتاريخ وفاته، ولكن البعض قد ذكر بأنه قد ولد في القرن الثالث للهجرة، وأدرك بداية القرن الرابع الهجري.