قصة قصيدة ما بال عينك منها الماء ينسكب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر ذو الرمة:

هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، ولد في عام سبعة وسبعون للهجرة في نجد، وهو أحد شعراء العصر الأموي، توفي في عام مائة وسبعة عشر للهجرة في أصفهان عن عمر يناهز الأربعين.

قصة قصيدة ما بال عينك منها الماء ينسكب:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما بال عينك منها الماء ينسكب” فيروى بأنه في يوم قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في البعث في طلب الشاعر ذو الرمة، فذهب أحد رجاله إلى بيت ذي الرمة، وأخبره بأن الخليفة يريد منه أن يحضر إلى مجلسه، فدخل ذو الرمة إلى بيته ولبس أفضل ما يملك من ملابس، وخرج متوجهًا إلى قصر الخليفة، وعندما وصل، استأذن للدخول، فدخل الحاجب إلى الخليفة، وأخبره بأن ذو الرمة في الخارج يستأذن للدخول، فأخبره الخليفة بأن يخرج إليه ويدخله، فخرج الحاجب وأخبر ذو الرمة بأن يدخل، فدخل إلى مجلس الخليفة ووقف بين يديه، وسلم عليه بأفضل السلام، فرد عليه الخليفة سلامه بأفضل منه، وأمره بالجلوس.

وعندما جلس ذو الرمّة، سأله الخليفة عن أحواله، وأخذ يتحدث إليه، ومن ثم قال له أمير المؤمنين بأنّه يريد سماع شيئًا من أشعاره، فأنشد ذو الرمة قائلًا:

ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنسَكِبُ
كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ

وَفراءَ غَرفِيَّة أَثأى خَوارِزُها
مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتهُ بَينَها الكُتَبُ

أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا
أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ طَرَبُ

مِن دِمنَة نَسَفَت عَنها الصَبا سُفَعا
كَما تُنَشَّرُ بَعدَ الطَيَّةِ الكُتُبُ

سَيلا مِنَ الدِعصِ أَغشَتهُ مَعارِفَها
نَكباءُ تَسحَبُ أَعلاه فَيَنسَحِبُ

لا بَل هُوَ الشَوقُ مِن دارٍ تَخَوَّنَها
مَرّا سَحابٌ وَمَرّا بارِحٌ تَرِبُ

يَبدو لِعَينَيكَ مِنها وَهيَ مُزمِنَةٌ
نُؤيٌ وَمُستَوقَدٌ بال وَمُحتَطَبُ

إِلى لَوائِحَ مِن أَطلالِ أَحوِيَةٍ
كَأَنَّها خِلَلٌ مَوشِيَّةٌ قُشُبُ

بِجانِبِ الزُرقِ لَم تَطمِس مَعالِمَها
دَوارِجُ المورِ وَالأَمطارُ وَالحِقَبُ

وعندما أكمل ذو الرمّة قصيدته، قال له الخليفة عبد الملك بن مروان: والله لو أن ما قلت قد قيل في الجاهلية لسجد لشعرك العرب في وقتها، ثم أمر له بجائزة على ما قال من شعر، فأخذ ذو الرمة جائزته وشكر الخليفة وتوجه خارجًا من المجلس.


شارك المقالة: