قصة قصيدة ما للرسول أتاني منك باليأس

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما للرسول أتاني منك باليأس

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما للرسول أتاني منك باليأس” فيروى بأن الجارية سكن كانت من الجواري الشاعرات، وكانت سكن تتمتع بجمال وفير، فقد كانت من أحسن خلق الله وجهًا، بالإضافة لكونها من الجواري صاحبات الحظ الكبير من الأدب والشعر، وكانت تملك صوتًا جميلًا، وعلى الرغم من كل ذلك فإنها لم تنحرف في يوم عن الجادة، ولم ترم بنفسها في مواطن الريب.

وبسبب جمالها وأدبها، أراد بعض الطاهريين أن يقوموا بشرائها من مولاها، ومنهم من أعطى مولاها مائتي ألف درهم لكي يشتريها منه، ولكنه رفض بيعها، وفي يوم كان مولاها في ضيق مالي شديد، وعندما رأت الحال التي أصبح عليه مولاها، أحست بضيق، وحزنت عليه، فبعثت بأحدهم إلى الخليفة المعتصم لكي يقوم بشرائها من مولاها، لعله بثمنها يخرج من الضائقة التي هو فيها.

وعندما وصل كتابها إلى الخليفة، رمى به دون أن يقرأه، وعندما وصلها خبر ما فعل الخليفة بعثت له بقصيدة، وفي هذه القصيدة قامت سكن بعتابه بطريقة لطيفة، كما أنها أعطته درسًا بالأدب بطريقة لبقة ولائقة، وانتقدت بعضًا من أساليب حكمه بطريقة ذكية وحريصة، وفي هذه القصيدة قالت:

ما للرسول أتاني منك باليأس
أحدثت بعد رجاء جفوة القاسي

فهبك ألزمتني ذنبا بظلمك لي
ماذا دعاك إلى تخريق قرطاسي

فهبك الحقت بي ذنبا بظلمك لي
فما دعامك إلى العينين والراس

إني احبك حبا لا لفاحشة
والحب ليس به في الله من باس

قل للمشارك في اللذات صاحبها
ومدمن الكأس يحسوها مع الحاسي

إن الامام إذا أوفى إلى بلد
أوفى إليه بعمران وإيناس

أما ترى الغرس قد جاءت أوائله
والعود نضر الذرا مستورق كاسي

يا غارس الآس والورد الجنى بها
غرس الإمام خلاف الورد والاس

غراسه كل عات لا خلاق له
عبل الذراع شديد الباس قنعاس

وبعد ذلك بفترة من الزمان بقي حال مولاها على ما هو عليه، فعرض عليها أن يقوم ببيعها، حتى يبعدها عن الفقر الذي أصبح واقعًا عليه، فوافقت، وعرضها للبيع، فتنافس الناس عليها، ولكن أحد الطاهريين تمكن من شرائها بمائة ألف درهم.

نبذة عن سكن

سكن جارية الشاعر محمود بن الحسن المشهور بالوراق من أحسن خلق الله وجها، وأكثرهم أدبا وأطيبهم غناء تأتي بالمعاني الجياد والألفاظ الحسان.


شارك المقالة: