قصة قصيدة من لم يعرف جفرا فليدفن رأسه:
أمّا عن مناسبة قصيدة “من لم يعرف جفرا فليدفن رأسه” فيروى بأن عز الدين مناصرة قد أحب ابنة عم له تدعى رفيقة نايف الحسن التي كانت على قدر كبير من الجمال والدلال حيث أنّها وحيدة أباها، وكانت شديدة الأناقة، ترتدي أجمل الثياب التي تخيطها لها أمها، التي كانت تعمل في الخياطة، والتي كانت تحرص على أن تكون ابنتها أكثر فتيات المدينة أناقة، وكل هذا جعل عز الدين يقع في هواها، فقد كان متيمًا لها، فتقدم لخطبتها من عمه، ووافق عليه، وتزوج منها.
وقضى معها أجمل السنين، حتى أتت اللحظة التي قررت فيها رفيقة، ومن دون أي سبب واضح أن تتركه، وترفض أي محاولة منه لكي يعيدها إلى بيته، وتم الطلاق بينهما، ومن بعد ذلك بفترة قامت رفيقة بالزواج من ابن خالتها الذي يدعى محمد إبراهيم، وانجبت منه طفلان، الولد سمته كامل، والبنت سمتها معلا.
وعلى الغم من زواجها بغيره، ومرور السنين على زواجها من غيره، بقي عز الدين مناصرة معلقًا بحبها، حزينًا على فراقها، وكونه شاعرًا أراد أن يكتب فيها القصائد، ولكنه لم يستطع أن يكتب قصائد باسمها كونها متزوجة من غيره، ولذلك أطلق عليها اسم جفرا، وكتب فيها مئات القصائد، وآلاف الأبيات الشعرية، مبتدئًا كل قصيدة من قصائده التي قالها فيها باسم جفرا، ومن القصائد التي كتبها فيها، قصيدة قال فيها:
مَنْ لم يعرفْ جفرا فليدفن رأْسَهْ
من لم يعشق جفرا فليشنق نَفْسَه
فليشرب كأس السُمِّ العاري يذوي
يهوي ويموتْ!
جفرا جاءت لزيارة بيروت.
هل قتلوا جفرا عند الحاجز
هل صلبوها في تابوت ؟؟
جفرا أخبرني البلبلُ لّما نَقَّر حبَّاتِ الرمِّانْ
لّما وَتْوَتَ في أذني القمرُ الحاني في تشرينْ
هاجتْ تحت الماء طيورُ المرجانْ
شجرٌ قمريٌّ ذهبيٌّ يتدلّى في عاصفة الالونْ
جفرا عنبُ قلادتها ياقوتْ
هل قتلوا جفرا؟
قرب الحاجز, هل صلبوها في التابوت ؟
نبذة عن الشاعر عز الدين المناصرة:
هو عز الدين المناصرة، أحد الشعراء والأدباء الفلسطينيين، ولد في فلسطين في مدينة الخليل في عام ألف وتسعمائة وستة وأربعون، وتوفي في عمان في الأردن في عام ألفين وواحد وعشرون.