نقص عليكم اليوم شيئًا من سيرة هاشم بن عبد مناف، وما حصل له مع أخيه عبد شمس، وابن أخيه أمية.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الإعجاب بما فعله هاشم بن عبد منا عندما أطعم أهل مكة.
قصة قصيدة وأطعم في المحل عمرو العلا
أما عن مناسبة قصيدة “وأطعم في المحل عمرو العلا” فيروى بأن هاشم بن عبد مناف وهو الجد الثاني للرسول كان اسمه عمرو، وكان يقال له عمرو العلا لعلو مكانته ومرتبته، وسمي بهاشم لأنه أول من هشم الثريد من بعد إبراهيم عليه السلام، وكان له أخ يقال له عبد شمس، وعندما ولدا كانت قدم عمرو في رأس عبد شمس، ولم يتمكنوا من نزعها من دون سيلان دم، فقال الناس في زمانهما بأنه سوف يكون بينهما دم، وقد كان ذلك بين ذريتهما وهم بني أمية وبني العباس.
وكان هاشم سيد قومه، فوقعت عداوة بينه وبين ابن أخيه أمية، وذلك لأن أمية كان يحسده على ما هو فيه، فحاول أن يفعل كما فعل هاشم، ولكنه لم يستطع، فعيرته كافة قريش بأنه يتشبه بعمه هاشم، فدعاه إلى المناظرة، ولكن هاشم رفض، وبعد إصراره هو وقريش على ذلك وافق هاشم، ولكنه اشترط أن يجلي عنها لعشر سنين، وناظر الاثنان، وانتصر هاشم، وخرج ابن عبد شمس إلى الشام، وأقام هنالك عشر سنين.
وقد كان غنيًا يعمل في التجارة، بالإضافة إلى كونه كان هو من يتولى أمور السقاية والرفادة في مكة المكرمة، وهو من سن الإيلاف، وهما رحلتا الشتاء والصيف، وقد توفي في مدينة غزة في فلسطين، وفيه يقول الشاعر:
وأطعم في المحل عمرو العلا
فللمسنتين به خصب عام
يقول الشاعر بأن هاشم بن عبد مناف هو من أطعم أهل مكة، عندما أطعمهم الثريد، وكانوا في ذلك الزمان قليلين الخير، فكأنهم خصبوا من إطعامه لهم.
وقال أيضا:
عمرو العلا ذو الندى من لا يسابقه
مر السحاب ولا ريح تجاريه
جفانه كالجوابي للوفود إذا
لبوا بمكة ناداهم مناديه
أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ملئت
قوتا لحاضره منهم وباديه
وقد قيل فيه:
قل للذي طلب السماحة والندى
هلا مررت بآل عبد مناف
الرائشون وليس يوجد رائش
والقائلون هلمّ للأضياف
الخلاصة من قصة القصيدة: كانت هنالك خصومة بين هاشم بن عبد مناف وبين ابن أخيه أمية، وذلك بسبب حسد أمية لهاشم ومكانته بين أهل قريش.