قصة قصيدة وإذا الديار تنكرت سافرت في

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وإذا الديار تنكرت سافرت في

أمّا عن مناسبة قصيدة “وإذا الديار تنكرت سافرت في” فيروى بأن ابن حجر العسقلاني كان على الرغم من صغر سنه لا يترك جهدًا إلا ويبذله في سبيل طلب العلم وتحصيله، مهما كلفه ذلك من ابتعاد عن أحبته وأهله وأولاده وأصحابه، بالإضافة إلى عناء السفر من تعب وإرهاق، وقد عبر ابن حجر العسقلاني عن ذلك حينما قال:

وإذا الديار تنكرت سافرت في
طلب المعارف هاجرا لدياري

وإذا أقمت فمؤنسي كتبي، فلا
أنفك في الحالين من أسفاري

فكانت أول رحلة قام بها إلى قوص وهو في العشرين من عمره، وبالتحديد سنة سبعمائة وثلاث وتسعين للهجرة، حيث حطت رحاله في قوص في صعيد مصر .

وفي أواخر ذلك العام سافر إلى مدينة الإسكندرية، والتقى فيها بمجموعة من المحدثين والعلماء، وكان من بينهم ابن الخراط، وغيرهم الكثير. وقد أورد ما لقي من هؤلاء العلماء، وما سمع منهم، وما وقع له من النظم والمراسلات وغير ذلك في كتاب سماه “الدرر المضيئة من فوائد إسكندرية” .

ومن ثم سافر إلى بلاد اليمن، وقد زار معظمها طلبا للعلم ومن أجل ملاقاة لعلمائها، ومنهم كبير اللغويين في ذلك الزمان الفيروزآبادي، وقرأ عليه أشياء، وأعطاه جزءً من كتابه “القاموس المحيط”، حيث لم يكن قد كتب باقيه في ذلك الحين، وأذن له في أن يرويه عنه. وكانت له رحلة ثانية إلى اليمن وذلك عام ثمانمائة وست للهجرة، بعد أن جاور بمكة، فلقي فيها كثير من العلماء، وأخذ منهم وأخذوا عنه.

وكان قد سافر إلى الحجاز للحج وطلب العلم، حيث كانت الفرصة سانحة للبحث عن العلم والمذاكرة على من يلقاهم هناك من العلماء والشيوخ والمحدثين والمسندين، وكان آخر حجة قام بها رحمه الله في عام ثمانمائة وأربع وعشرون للهجرة، وفي تلك الحجة زار المدرسة الأفضلية، كما أنه قد التقى في منى ومكة والمدينة عددًا كبيرا من العلماء والمحدثين والقضاة والأعيان، فأخذ منهم وأخذوا عنه، كما وأجاز لهم بالرواية عنه.

نبذة عن ابن حجر العسقلاني

هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي، عالم ومحدث من علماء المسلمين، ولد في الفسطاط في مصر، وتوفي في القاهرة.


شارك المقالة: