قصة قصيدة وإذا رأيت عجيبة فاصبر لها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وإذا رأيت عجيبة فاصبر لها

أمّا عن مناسبة قصيدة “وإذا رأيت عجيبة فاصبر لها” فيروى بأن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان خرج في يوم من الأيام من دمشق وتوجه صوب مكة المكرمة، وبينما هو في الطريق إلى هنالك وصل إلى منطقة يقال لها الأبواء، ووقف على بئر من آبارها، وبينما هو ينظر إلى قاع البئر أصابه شلل نصفي في وجهه.

وعلى الرغم مما أصابه فقد أكمل طريقه نحو مكة، ودخل إلى بيت الله الحرام، وأدى ما عليه من شعائر العمرة، ومن ثم سار متوجهًا إلى منزله، ودخل إلى مجلسه، وجلس فيه، وأمر غلمانه أن يأتوه بثوب، وعندما أحضروه إليه، لفه على رأسه، وغطا به نصف وجهه الذي أصابه الشلل فيه، ومن ثم أذن للناس الذين ينتظرون في الخارج لكي يهنئونه بالوصول بالسلامة بالدخول إلى المجلس، فأخذ الناس يدخلون إلى المجلس، وكان عنده في المجلس مروان بن الحكم.

وعندما امتلأ المجلس بالناس، قال لهم الخليفة: إن كان الله قد ابتلاني بما ابتلاني به، فقد ابتلا بأكثر منه الصالحين الذين كانوا من قبلي، وإني أدعو الله أن أكون من بينهم، وإن كان الله قد عاقبني بما أصابني، فقد عاقب بأكثر منه الظالمين من قبلي، وإني أدعو الله أن لا أكون منهم، وإن الله قد ابتلاني في أحسن ما يكون مني، وما بقي صحيح في فلا أستطيع إحصائه، وليس لي على الله سوى ما أعطاني، والله لو كان أحد من كبار قومكم قد عتب علي، فإني قد كنت عادلًا مع عامتكم، فرحم الله منكم من دعا لي، فبدأ الحاضرون يدعون له بالشفاء مما هو فيه، فأخذ يبكي.

وعندما رآه مروان بن الحكم يبكي، قال له: ما الذي يبكيك يا مولاي، فقال له الخليفة: لقد كبرت في العمر، وإني كنت خائفًا من أن يكون ما حصل لي ما هو إلا عقوبة من ربي، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

وإذا رأيت عجيبة فاصبر لها
فالدهر قد يأتي بما هو أعجب

ولقد أراني والأسود تخافني
فأخافني من بعد ذاك الثعلب

نبذة عن معاوية بن أبي سفيان

هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، صحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو أول الخلفاء من بني أمية.


شارك المقالة: