قصة قصيدة وكنت إذا أتى باغ بسلم
أمّا عن مناسبة قصيدة “وكنت إذا أتى باغ بسلم” فيروى بأنه عندما تم القضاء على أصحاب الفيل من قبل الطيور التي أرسلها الله تعالى ازدادت هيبة قريش وعزتهم بين الناس كلها، وقالوا عنهم: هم أهل الله، وذلك لأن الله تعالى كان معهم، وأرسل طيورًا تقاتل عنهم، وكفاهم شر عدوهم الذي لم يكن لقبيلة من قبائل العرب قدرة على قتالهم، وغنموا بأموال أصحاب الفيل.
ومنذ ذلك الوقت ساءت أحوال الحبشة، وتمزقت الدولة، وكان أبرهة قد بنى كنيسة، وبعد تلك الواقعة خرب ما حول تلك الكنيسة التي قام ببنائها، ولم يقم احد ببنائها من بعده، وكثرت من حولها السباع والأفاعي ومردة الجن، وكان كلما أتى أحد وحاول أن يأخذ منها شيئًا، أصابته الجن، واستمر هذا الحال إلى زمن الخليفة العباسي أبو العباس عبد الله السفاح أول خلفاء بني عباس، وذكر له أمر تلك الكنيسة، فبعث بعامله في اليمن إليها، فقام بهدمها، وأخذ خشبها المرصع بالذهب، كما وأخذ الآلات المصنوعة من الفضة والتي تساوي قناطير من الذهب، وبعث بكل ذلك إلى الخليفة السفاح، فحصل منه على مال عظيم، ومنذ ذلك الوقت انقطع خبرها، واندثرت آثارها.
وقد أمر عبد المطلب أهل قريش أن يخرجوا من مكة المكرمة ويصعدوا إلى رؤوس الجبال خوفا عليهم من العار، وخرج هو وإياهم إلى هنالك بعد أن أخذ حلقة باب الكعبة ومعه جماعة من قريش، يدعون الله سبحانه وتعالى، ويستنجدون به على أبرهة وجنده، وقال عبد المطلب:
وكنت إذا أتى باغ بسلم
نرجي أن تكون لنا كذلك
فولوا لم ينالوا غير خزي
وكان الحين يهلكهم هنالك
ولم أسمع بأرجس من رجال
أرادوا العز فانتهكوا حرامك
ثم عاد عبد المطلب وجمع إليه المقاتلين، ثم ركب عبد المطلب لما استبطأ مجيء جيش أبرهة إلى مكة يرى ما الخبر فوجدهم قد هلكوا.
نبذة عن عبد المطلب
هو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو جد الرسول صل الله عليه وسلم.