نقص عليكم اليوم خبر رجل من مضر يقال له ضبة، كان عنده غلامان، فضل في يوم أحدهما طريقه، وقتله رجل بسبب سترتين كان يلبسهما.
من هو الفرزدق؟
الفرزدق بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي البصري، شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل البصرة.
قصة قصيدة ولا تأمنن الحرب إن استعارها
أما عن مناسبة قصيدة “ولا تأمنن الحرب إن استعارها ” فيروى بأنه كان رجل من مضر يقال له ضبة غلامان أحدهما يقال له سعد والآخر يقال له سعيد، وفي يوم من الأيام خرج هو ومعه غلاميه لكي يرعى، وبينما هو يرعى تفرقت الإبل، فبعث بغلاميه لكي يبحثان عنها، فذهب كل واحد منهما بطريق مختلفة، لكي يجدوها بشكل أسرع، وتمكن سعد من إيجادها، وأعادها إلى أبيه، ولكن أخاه سعيد استمر بالبحث عليها، وبقي يبحث عنها حتى ضل طريقه، وكان يرتدي كسوتين.
وحل الظلام، وسعيد يسير في البر لا يدري أين هو، وبينما هو في مسيره لقيه رجل يقال له الحارث بن كعب، ورأى عليه الكسوتين، فطلبهما منه، ولكنه رفض أن يعطيهما له، فقام بقتله، وأخذهما منه.
وكان أباه قد حزن عليه حزنًا عظيمًا، وبقي ينتظر رجوعه، فكان كلما رأى أحدًا مقبلًا عليه في الليل سأله إن كان سعد أم سعيد، وفي يوم من الأيام خرج إلى مكة المكرمة حاجًا، وبينما هو هنالك توجه إلى سوق عكاظ، فوجد الحارث هنالك، وكان يرتدي السترتين اللتان كان ابنه يلبسهما ابنه، فعرفهما، وتوجه إليه يسأله عنهما، لعله يعرف ما الذي حل بابنه، وأوقفه، وقال له: ما أجمل هاتين السترتين، من أين أتيت بهما؟، فقال له: هما لغلام قابلته في ليلة، وطلبتهما منه، ولكنه رفض، فقتلته وأخذتهما، فغضب ضبة غضبًا شديدًا، واشتعل الحقد في قلبه، وقال للحارث: هل قتلته بهذا السيف؟، فقال له: نعم، فطلب أن يراه، فأعطاه إياه الحارث، فأمسك به، وقال إن الحديث ذو شجون، وقتله به.
وفي خبر ضبة وما فعل في ذلك اليوم، أنشد الفرزدق قائلًا:
ولا تأمنن الحرب إن استعارها
كضبة إذ قال الحديث شجون
يقول الفرزدق في هذا البيت لا تأمن الحرب عندما تبدأ، وأعطى عل ذلك مثالًا عندما قال ضبة بأن الحديث شجون.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان لضبة غلامين، وفي يوم ضل أحدهما، وقتله رجل يقال له الحارث، وعندم رآه ضبة يرتدي السترتين قتله ثأرًا لابنه.