قصة قصيدة وما روضة بالحسن طيبة الثرى
على الرغم من أن كثير عزة هو واحد من أحسن الشعراء شعرًا، إلا أن المفردات قد تخونه في بعض الأوقات، ومن هذا قصتنا التي تروي قصته مع عجوز عيرته بخطأ قام به حينما وصف رائحة عزة.
أما عن مناسبة قصيدة “وما روضة بالحسن طيبة الثرى” فيروى بأن كثير عزة خرج في يوم من الأيام من بيته، وتوجه إلى السوق، وبينما هو يسير في ذلك السوق على قارعة الطريق، وكانت أمامه امرأة عمياء كبيرة في العمر، ولكنها كانت تمشي ببطء، فقال لها: تنحي عن الطريق، فقالت له الامرأة: ومن أنت؟، فقال لها: أنا كثير عزة، فقالت له الامرأة: قبحك الله، وهل من كان مثلك يزاح له عن الطريق، فقال لها كثير: ولم؟، فقالت له: ألست أنت من قلت؟:
وما روضة بالحسن طيبة الثرى
يمج الندى جثجاثها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهنا
إذا أوقدت بالمجمر اللدن نارها
يتغزل كثير بعزة، ويصف رائحتها الجميلة حينما تتعطر من المجمر.
ويحك يا رجل، لو أني أنا أو أمك تبخرنا بالمجمر اللدن لطابت ريحنا، لم لم تقل مثل ما قال سيدك امرؤ القيس، حينما قال:
أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً
وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تُطَيَّبِ
عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ
وَلا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ
أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِها
وَكَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ
أقامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ
أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ
فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِها
فَإِنَّكَ مِمّا أَحدَثَت بِالمُجَرِّبِ
وَقالَت مَتى يُبخَل عَلَيكَ وَيُعتَلَل
يَسُؤكَ وَإِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
سَوالِكَ نَقباً بَينَ حَزمَي شَعَبعَبِ
عَلَونَ بِأَنطاكِيَّةٍ فَوقَ عَقمَةٍ
كَجِرمَةِ نَخلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثرِبِ
وَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن تَفَرُّقٍ
أَشَتَّ وَأَنأى مِن فُراقِ المُحَصَّبِ
فَريقانِ مِنهُم جازِعٌ بَطنَ نَخلَةٍ
وَآخَرُ مِنهُم قاطِعٌ نَجدَ كَبكَبِ
فقطعته ولم يستطع أن يرد عليها.
نبذة عن كثير عزة
كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصر الأموي، متيم مشهور. من أهل المدينة المنورة، وكان يتنقل بين العراق والشام ومصر.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان كثير عزة يمشي على قارعة الطريق، وقال لعجوز أمامه: تنحي عن الطريق، فسألته عن اسمه، فأخبرها، فعيرته بشعر قاله في عزة.