قصة قصيدة يا ثائرا رام إصلاح البلاد بما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ثائرا رام إصلاح البلاد بما

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ثائرا رام إصلاح البلاد بما” فيروى بأن القوات البريطانية والفرنسية وجدت تطور الأحداث في مصر فرصة سانحة للتدخل فيها، واستغلت ذلك، وتدخلت، وعندها قام الاحتلال البريطاني باتهام أحمد عرابي بأنه هو من تسبب في تطور الأحداث، حيث اتهموه بأنه هو من قام بتحريض المصريين ضد الغرب، وأمسكوا به.

ومن بعد ذلك قام الاحتلال البريطاني قام بنفي أحمد عرابي ومن معه، ومنهم محمود سامي البارودي، إلى دولة سريلانكا، ووضعوهم في مدينة هنالك اسمها كولومبو، وبقوا في هذه المدينة لما يزيد عن السبع سنين، ومن بعد السبع سنين قاموا بنقلهم إلى مدينة كاندي، وكانت حجتهم للقيام بذلك هو نشوب الخلافات بين الثوار في المدينة، وبقوا هنالك لما يزيد عن العشر سنين.

وعندما أتم محمود سامي البارودي الثمانية عشر عامًا في المنفى قاموا بإعادته إلى مصر بسبب إصابته بالعمى، وكونه قد مرض مرضًا شديدًا، وعلموا بأنه قد اقترب من الموت، ولكنهم لم يعيدوا أحمد العرابي معه، وأبقوه لعامين أخريين، وبعد أن أتم العشرون عامًا أعادوه إلى مصر، وكان ذلك أيضًا بسبب شدة مرضه.

وكان أحمد الكاشف من أشد المعارضين للاحتلال الإنجليزي على مصر، وكان من أكبر المنصفين لأحمد عرابي من بعد أن عاد من المنفى، وكتب في ذلك قصيدة قال فيها:

يا ثائراً رام إصلاح البلاد بما
أقام من فتن فيها وإفسادِ

وغره نفر أبدوا مآربهم
في دفع كل مغير جائر عاد

فصاح في الناس يدعوهم ويجبرهم
على الجهاد إلى أن أزعج الوادي

وقام بالأمر لم يحكم وسائله
ولا استعان بتدبير وإرشاد

وسار يحسب أن الفوز متصل
لجنده باتصال الماء والزاد

وما درى أن أقوى الطامحين إلى
غصب البلاد له باتوا بمرصاد

وكان ما كان مما ليس يجهله
لا حاضر يقظ الذكرى ولا باد

وقائع شاب منها الدهر وامتلأت
رعباً بها الأرض من غور وأنجاد

لو يعلم القوم عقباها وغايتها
ما هُنِّئَت قبلها أم بأولاد

ما أنس لا أنس يوم ارتدَّ فيلقهم
عن الحصون ارتداد الهائم الصادي

نبذة عن أحمد الكاشف

هو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، وهو شاعر مصري، من أهل القرشية في غرب مصر.


شارك المقالة: