قصة قصيدة يا رب رد علينا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا رب رد علينا

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا رب رد علينا” فيروى بأنه كان هنالك رجل مقرب من الخليفة، وكان هذا الرجل من أصحاب الشأن في الدولة العباسية، وكان عنده جارية شديدة الجمال، وفي يوم من الأيام دخل العباس بن الأحنف إلى مجلس هذا الرجل، وبينما هو في القصر في طريقه إلى المجلس، رأى هذه الجارية، ومن شدة جمالها وقع العباس في غرامها، ومن بعد لك أصبح العباس يقول فيها القصائد، ولكنه أخفى اسمها الحقيقي، وسماها في قصائده فوز، لكي لا يعرف أحد من هي.

وكان العباس بن الأحنف يذكر فوز بما كان أبو العتاهية يقول في عتبة، وفي يوم من الأيام حج مولى فوز، وأخذ معه فوز، وعندما وصل العباس بن الأحنف خبر خروجها من بغداد، وذهابها إلى مكة المكرمة، أنشد قائلًا:

يا رَبُّ رُدُّ عَلَينا
مَن كانَ أُنساً وَزَينا

مَن لا نُسَرُّ بِعَيشٍ
حَتّى يُكونَ لَدَينا

يا مَن أُتيحُ لِقَلبي
هَواهُ شُؤماً وَحَينا

مازِلتُ مُذ غِبتَ عَنّي
مِن أَسخَنِ الناسِ عَينا

ما كانَ حَجُّكَ هَذا
إِلّا بَلاءً عَلَينا

وعندما عادت فوز من الحج مع مولاها، ووصل خبر وصولها إلى العباس بن الأحنف، فرح بذلك فرحًا شديدًا، وأخذ ينشد قائلًا:

أَيا سَيِّدَةَ الناسِ
لَقَد قَطَّعتِ أَنفاسي

وَيا ديباجَةَ الحُسنِ
وَيا رامُشنَةَ الآسِ

يَلوموني عَلى الحُبَّ
وَما بِالحُبِّ مِن باسِ

أَلا قَد قَدَمَت فَوزٌ
فَقَرَّت عَينُ عَبّاسِ

لِمَن بَشّرَني البَشرَى
عَلى العَينينِ وَالراسِ

نبذة عن العباس بن الأحنف

هو العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن حدان بن كلدة بن جذيم بن شهاب بن سالم بن حية بن كليب بن عبد الله بن عدي بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو من شعراء العصر العباسي، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية في عام سبعمائة وخمسون ميلادي.

خالف العباس بن الأحنف العديد من الشعراء في زمنه، حيث كانوا يكتسبون من شعرهم، وكان أكثر شعرهم في المديح، ولكن العباس لم يكتسب من شعره، وكان أكثر شعره في الغزل من محبوبته فوز، والنسب والوصف، ولم يكن كثير المدح والهجاء في شعره.

توفي العباس بن الأحنف في مدينة بغداد في العراق.


شارك المقالة: