قصة قصيدة يا ساق لا تراعي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن قائل القصيدة حكيم بن جبل:

هو حكيم بن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب العبدي، وهو من بني عبد قيس.

انتقل إلى البصرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ممن ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان وقتلوه، وذلك بعد أن قام الخليفة بوضعه تحت الإقامة الجبرية في البصرة، ومنعه من أن يغادرها.

لم يرو حكيم بن جبل عن الرسول صل الله عليه وسلم أي حديث، قتل في البصرة قبل المعركة التي دارت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش الزبير بن العوام، وطلحة بن الزبير، ودفن فيها.

قصة قصيدة يا ساق لا تراعي:

أمّا عن مناسبة قصيدة ” يا ساق لا تراعي” فيروى بأنه في يوم وبينما كان الخليفة عبد الملك بن مروان جالسًا مع ندمائه سألهم قائلًا: هل يوجد فيكم من يخبرني ما هو الحي الذي يوجد فيه أشد الناس، وهو الذي فيه أكرم الناس، وأيضًا فيه أخطب الناس، وفيه أطوع الناس، وأوسع الناس صدرًا وأسرعهم جوابًا، فقال له من كان معه: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن قبيلة يوجد فيها كل هؤلاء لا بدّ وأن تكون قريش، فقال لهم الخليفة: لا ليست قريش، فقالوا له: إذًا لا بد أن تكون حمير، فقال لهم: لا، ليست حمير، فقالوا له: فهي مضر، فقال لهم الخليفة: لا ، فقال له أحد الحاضرين ويدعى مصقلة العبدي: إذن هي ربيعة، فقال له الخليفة: نعم هي، فقال له جلسائه: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟.

وبعد أن سأله الحاضرون أن يخبرهم بمن هم الذين سأل عنهم، أجابهم الخليفة قائلًا: أمّا بالنسبة لأشد الناس فهو حكيم بن جبل، وقد كان مع علي بن أبي طالب في غزوة، وبينما هو يقاتل قطعت قدمه، فأمسك بها، وانتظر أن يقترب منه من قطعها له، وضربه بها فأوقعه عن حصانه، ثم توجه نحوه حابيًا وقتله، وبعد أن قتله مرّ به أحدهم وسأله قائلًا: من الذي قطع قدمك؟، فقال له هذا الذي أمامي، ومن ثم أنشد قائلًا:

يا ساقُ لا تُرَاعِي
إنّ معي ذِرَاعِي
أَحمِي بها كُرَاعِي

وأمّا عن أكرم الناس، فهو عبد الله بن سوار، وضعه معاوية بن أبي سفيان على أربعة آلآف جندي، وسيره على السند، فكان معه نار، وكلما وصل إلى ناس كان يوقد الناس ويطعمهم، وفي يوم رأى عبد الله نارًا، فسأل من معه عن الذي أوقدها، فقالوا له: إن لنا صاحبًا قد اشتهى التمر والسمن، فأوقدنا له نارًا وطهوناها له، فأمر الطاهي أن لا يصنع إلّا السمن والتمر، حتى توسلوا إليه أن يعود إلى إطعام اللحم والخبز.

وأطوع الناس هو البشر بن علاء، فإنه عندما توفي الرسول صل الله عليه وسلم، ارتدت العرب، فخطب في قومه وقال لهم: إنّ محمد قد مات، ولكن الله حي لا يموت، فإن كان أحد منكم فقد شيئًا في هذه الردة، فهي عندي، فلم يخالفه أحد منهم.

وأسرع الناس جوابًا هو صعصعة بن صاجان، حيث دخل في يوم على الخليفة معاوية بن أبي سفيان جماعة من العراق، فقال لهم: مرحبًا بكم، لقد أتيتم إلى أرض الله المقدسة، منها تحشرون، وإليها المحشر، لقد دخلتم على أفضل أمير، يكرم كبيركم، ويرحم صغيركم، ولو كان كل الناس مثله، لكانوا حلماء وعقلاء، فقام صعصعة وقال: أما عندما قلت أنا قد أتينا إلى الأرض المقدسة، فالأرض لا تقدس الناس، بل أعمالهم هي التي تقدسهم، وعندما قلت بأن المنشر منها، والمحشر إليها، فالله لا يضر أحد أو ينفعه البعد عنها، وأمّا عندما قلت: أن لو كل الناس مثلك لكانوا حكماء عقلاء، فقد ولدهم خير من أبيك، وهو آدم عليه السلام، فكان منهم الحليم، وكان منهم السفيه، وكان منهم الجاهل، وكان منهم العالم.

وأوسع الناس صدرًا فقد أتى إلى النبي صل الله عليه وسلم، وفد عبد قيس وكان من بينهم رجل يدعى الأشج، وقد أتوا له بالهدايا، فوزعها الرسول بين أصحابه، وقال: يا أشج أدن مني، فاقترب منه، فقال له: إنَّ فيك خلِّتين يُحبهما الله ورسوله، الأناة والحِلم، ورسول الله صل الله عليه وسلم هو خير شاهد.


شارك المقالة: