قصة قصيدة يا طلعة طلع الحمام عليها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا طلعة طلع الحمام عليها

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا طلعة طلع الحمام عليها” فيروى بأنّ ديك الجن الحمصي متزوجًا من امرأة اسمها ورد، وقد كان ديك الجن يحبها حبًا شديدًا، وفي يوم من الأيام خرج في سفر بعيد، وكان يريد أن يرد بعضًا من دينه المستحقة، وعندما اقترب موعد عودته إلى دياره، قام ابن عم له يقال له أبو الطيب بالذهاب إلى زوجته وإخبارها بأن زوجها قد قتل وهو عائد إلى البيت، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، وملأ قلبها الألم والحسرة على زوجها، ومن ثم توجه إلى بيت صديق له يقال له بكر، وأخبره بخبر مقتل ديك الجن، وطلب منه أن يذهب إلى بيته لكي يحاول أن يهدئ زوجته، فذهب إلى بيت صديقه لكي يواسي زوجته.

وفي تلك اللحظة وصل ديك الجن إلى الحي، فأسرع إليه أبو الطيب، وأخبره بأن زوجته تخونه مع صديقه في بيته، فأسرع إلى البيت ووجدها رفقة صديقه، وأخرج سيفه من غمده وقتلها هي وصديقه، ومن ثم كتب بكتاب إلى أحمد بن علي يخبره فيه بما حدث، وكتب فيه:

إِنَّ رَيْبَ الزَّمانِ طالَ انْتِكائُهْ
كَمْ رَمَتْني بحادِثٍ أَحْداثُهْ

ظَبْيُ أُنْسٍ قَلبي مَقِيلُ ضُحاهُ
وفُؤَادِي بَرِيرُهُ وكَبَائُهْ

كَمْ وكَمْ أَسْتَغيثُ مِنْ شَحْطَةِ الدَّارِ
ولَمْ يُسْعِفِ النّوى مُسْتَغَاثُهْ

ولِعَيْني دَمْعٌ تَسِيلُ مَثَانيهِ
وتَجْرِي رباعُهُ وثلاثُهْ

خِيفَةً أَن يَخُونَ عَهْدِي وأَنْ يُضْ
حِي لِغَيْرِي حُجُولُهُ ورِعَائُهْ

فإذا شَاءَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ
ضَمَّ شَمْلاً لَهُ يَخافُ انْشِعَاثُهْ

وعندما اكتشف بأنّ ابن عمه قد خدعه، وبان زوجته لم تخنه، ندم ندمًا شديدًا، وجلس شهرًا في بيته لا يتوقف عن البكاء عليها، ولا يأكل إلا ما يبقيه حيًا، وبينما هو في بيته أنشد قائلًا:

يا طَلْعَةً طَلَعَ الحِمَامُ عَلَيها
وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْها

رَوّيْتُ مِنْ دَمِها الثّرى ولَطَالَما
رَوَّى الهَوَى شَفَتَيَّ مِنْ شَفَتيْها

قَدْ باتَ سَيْفي في مَجَالِ وِشَاحِها
ومَدَامِعِي تَجْرِي على خَدَّيْها

فَوَحَقِّ نَعْلَيْها وما وَطِىءَ الحَصَى
شَيءٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَعْلَيْها

ما كانَ قَتْليِها لأَنِّي لَمْ أَكُنْ
أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها

لكنْ ضَنَنْتُ على العيونِ بِحُسْنِها
وأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الحَسُود إِليها

نبذة عن ديك الجن الحمصي

هو عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن مزيد بن تميم الكلبي الحمصي، من شعراء العصر العباسي، ولد في عام مائة وواحد وستون للهجرة في مدينة حمص في سوريا، وتوفي فيها في عام مائتان وستة وثلاثون للهجرة.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: