قصة الكلمة السحرية

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الأمور التي يجب أن نعلّم أطفالنا عليها هي الاحترام والاستئذان قبل الطلب، والأسلوب الجيّد في التعبير، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان غاضب جدّاً بسبب مشاجراته الدائمة مع من حوله، وعندما صادفته عجوز أخبرته أن حل مشاكله سيكون بكلمة واحدة بسيطة، ستقوم بمفعول السحر على الآخرين، وعندما قالها وجد أن الجميع من حوله سعداء.

قصة الكلمة السحرية:

كان هنالك ولد في الصف الأول وكان اسمه آدم، في مرّة من المرّات خرج مسرعاً من المدرسة، وكان يبدو على وجهه علامات الغضب، عندما وصل الحديقة وجد عجوز ذات شعر أبيض ووجه لطيف وعينين مبتسمتين تجلس على مقعد في الحديقة، وكانت تتكئ على عصا طويلة، أسرع آدم وصرخ وقال: هيا ابتعدي لأجلس أليس لي مكان على هذا المقعد؟ نظرت له العجوز باستغراب وسألته: ما بك؟ فقال: لا شيء.

لكن العجوز لم تصدّق مقولته؛ فقد كان أشبه بالثور الهائج؛ فنظرت له وقالت: أنا أراهن يا بني أنك قد تشاجرت مع أحد من زملائك، أليس كذلك؟ كان يبدو على العجوز الهدوء الشديد وهي تسأل آدم، فقال لها: لقد تشاجرت مع زميلتي ريم؟ قالت له: ولماذا تشاجرت معها؟ فقال: لقد جعلتني أغضب كثيراً؛ لأنّني طلبت منها قلم التلوين ورفصت إعطائي إياه، وكنت أريد أن أضربها، كان يبدو على آدم أن عيناه تدمعان وهو يتحدّث، فردّت عليه العجوز وقالت: ولكن يا بني هذا سبب تافه، يجب أن لا تغضب من ذلك.

نظر لها آدم وقال: ولكن هذا ليس سبب غضبي فقط، بل أنا غاضب من أخي سالم؛ لأنّني طلبت منه ان ألعب معه بالحاسوب فرفض ودفعني خارج غرفته بقوّة، وأنا أريد الهروب من منزلي، نظرت له العجوز في تعجّب وقالت: وهل ستهرب من المنزل من أجل سبب كهذا؟ قال لها: كلّا فأنا تشاجرت مع والدتي أيضاً؛ لأنّني دخلت المطبخ وأكلت قطعةً من الحلوى؛ فغضبت مني وطردتني خارج المطبخ.

اندهشت العجوز من كلام هذا الولد وقالت: وهل أتيت إلى هنا بعد هذه الشجارات التي فعلتها؟ قال لها: كلّا ليس هذه فقط بل تشاجرت كذلك مع صاحب البقالة وأنا في طريقي إلى هنا، لقد دخلت دكانته لشراء الحلوى؛ ولكنّه غضب وطردني وقال لي: هيا اذهب من هنا وعليك أن تتعلّم آداب الكلام.

نظرت له العجوز الهادئة وهي مبتسمة وقالت: ولماذا كل هذه الشجارات يا بني؟ غضب آدم وقام بخبط قدميه على الأرض من شدّة الغضب وقال: ولماذا تسألينني كل هذه الأسئلة، ماذا يعنيكِ هذا الأمر؟ وهل تستطيعين مساعدتي أصلاً؟ نظرت له العجوز وهي تبتسم وقالت: نعم أستطيع مساعدتك.

كان يبدو على هذه العجوز أنّها تتحدّث بثقة كبيرة، فاقتربت من أذن آدم وهمست له وقالت: أنا لدي عصا سحرية وكلمة سحرية إن أنت قلتها فسوف تساعد نفسك، وعندما أخبرته بالكلمة نظر لها آدم وضحك بسخرية وقال: وهل هذه الكلمة هي التي ستساعدني؟ قالت له: نعم ولكن عليك أن تقولها بطريقة مميّزة، وتنظر إلى وجه الشخص الذي تريد قولها له وبأسلوب رقيق وناعم، وإلّا فلن يسري مفعول سحر هذه الكلمة.

لم يكن آدم مقتنعاً كثيراً بما قالته العجوز، وقال لها: هل أنتِ واثقة أن هذه الكلمة ستساعدني في حل مشاكلي؟ قالت له: إن أنت قلتها كما أخبرتك فأنا أعدك أنّها ستساعدك كثيراً، قفز آدم من المقعد مسرعاً إلى منزله، وعندما دخل المطبخ وجد والدته لا تزال تعمل بالخبز، اقترب منها وقال لها بصوت رقيق:  من فضلك يا أمي هل لي أن أتذوّق قطعةً من الحلوى، نظرت له أمّه وهي تبتسم واختارت له قطعة جيدة من الحلوى، وأعطتها له، فرح آدم وقال في نفسه: يبدو أن هذه الكلمة لها سحر جيّد.

اتجّه بعدها إلى غرفة أخيه سالم، فدخل عليه ووضع يديه على كتفه وقال: من فضلك يا أخي هل تسمح لي أن أجلس على حاسوبك قليلاً، سرعان ما تزحزح أخيه عن الكرسي وسمح له أن يجلس وقال له: تعال يا أخي فسوف أعلّمك لعبة جديدة.

قال آدم في نفسه: حقاً هذه العجوز كالجنية الساحرة، لقد ساعدتني هذه الكلمة كثيراً، وكرّر الكلمة مع زميلته ريم وصاحب محل الحلوى أيضاً، عندما عاد إلى الحديقة مسرعاً ليقوم بشكر العجوز، لم يجد إلّا آثار من فتات الرمل؛ فأدرك وقتها أنّها آثار العصا السحرية كما أخبرته، وأدرك أنّها كانت جنية طيبة وكانت ترغب في مساعدته فقط، والكلمة السحرية كانت: من فضلك.


شارك المقالة: