يعاني أغلب الآباء من كره أطفالهم للاستحمام أو خوفهم من الصابون، ولكن علينا دائماً أن نعلّم أطفالنا أنّ النظافة أمر واجب، سنحكي في قصة اليوم عن ولد يكره الاستحمام ويتمنّى لو أنّه كان حيوان لكي لا يستحم، فأخبرته أمّه أن يغمض عينيه ويتخيّل نفسه كلب أو نمر، ولكنّه عندما فتح عينيه فهم مقصدها وأصبح لا يخاف من الاستحمام وأدرك أهمية النظافة.
قصة لو كنت حصاناً
سامر ولد صغير كان يكره الاستحمام كثيراً؛ فعندما يذهب للعب ويعود إلى المنزل تكون ملابسه متّسخة بالطين والوحل، تنظر له أمّه بغضب وتطلب منه أن يذهب للاستحمام بسرعة، كان يحاول الهرب أحياناً؛ فهو لا يطيق الصابون عندما يدخل بعينه ويؤلمه.
على الرغم من صراخه المستمر بأنّه لا يريد الاستحمام، إلّا أن أمّه كانت تصبر دائماً عليه، وفي مرة من المرّات بينما كانت أمّه تحمّيه بالماء والصابون صار يقول في نفسه: ليتني كنت حصاناً صغيراً ألعب وأقفز ولا أستحم، ثم قال: كلّا لا أريد فسوف يضعون على ظهري الأحمال عندما أكبر.
بعد ذلك قال في نفسه: لو كنت كلباً فلن أستحم كل يوم، ثم قال: كلا لا أريد فالأطفال يؤذون الكلاب بشدة، وسيعاملونني بقسوة، ثم قال في نفسه: لو كنت نمراً لا أستحم ثم قال: كلا لا أريد فهو يبقى محبوساً في قفصه، وذات مرة أخبرني أبي بأن الناس يطلقون عليه النار ويموت.
كان سامر لا يزال واقفاً يتمتم، وكانت أمّه قد سمعت ما قال فقالت له: هيا يا حصاني الصغير أخلع ملابسك لتستحم، فقال لها: حسناً يا أمّي ولكنّني أخاف من الصابون أن يدخل عيني، فقالت له: لا تخف فقط أغمض عينيك وتخيّل بأنّك كلب صغير، ولكن لا تتخيّل أن تكون نمراً؛ فهو يخفي الأوساخ تحت مخالبه الكبيرة، وعند ذلك سيبتعد عنك أصدقائك.
خلع سامر الملابس وبدأ يستحم ويتخيل نفسه كلباً صغيراً، وفجأة تخيل نفسه نمراً ففتح عينيه ودخل بهما الصابون، ضحكت أمّه وضحك سامر لما حدث له وأدرك وقتها أنّه من أفضل الأشياء أن يكون سامر كما هو.