طاعة الوالدين وسماع كلامهم من أهم الأمور التي يجب على الأطفال تعلّمها، سنحكي في قصة اليوم عن أرنب صغير كان يذهب لمزرعة الثعلب ويأكل منها البطيخ، قامت أمّه بتوبيخه وعدم الذهاب إلى هناك، ولكنّه لم يسمع كلامها وكان جزاؤه أنّ الثعلب قام بقطع ذيله.
قصة مزرعة البطيخ
كان هنالك ثعلب يعيش في غابة، يمتلك هذا الثعلب أرضاً كبيرة وخضراء، وفي مرّة من المرّات بدأ الثعلب يفكّر ويقول في نفسه: لا بد أن أزرع هذه الأرض الكبيرة بنبات جميل ومفيد وطيب الطعم، ظلّ يفكّر حتى وجد فكرة زراعة البطيخ، وبدأ يتخيّل بعد أن يقوم بتنظيف هذه الأرض من كل الحشائش، ويزرع بها بذور البطيخ كيف ستصبح مليئة بالبطيخ اللذيذ.
ذهب الثعلب إلى حجرته التي كانت أسفل شجرة بجانب المزرعة، وكان من عادته أن يكون مطمئنّاً على مزرعته؛ فيترك الباب مفتوحاً دون أن يغلقه، كان يسكن بجوار الثعلب أرنبة وطفلها الأرنوب الصغير، في يوم من الأيام غضب الأرنوب الصغير وهرب من أمّه، وعندما ركض دخل مزرعة الثعلب؛ وقام بقطف بطيخة وأكلها.
عاد الأرنوب الصغير إلى منزله فرحاً ويشعر بالشبع، سألته أمّه: أين كنت يا صغيري؟ فقال لها: لم أذهب إلى أي مكان، لقد كنت أتمشّى في الهواء الطلق فقط، استيقظ الثعلب في اليوم التالي وعندما رأى مزرعته تنقص بطيخة قال في نفسه: لا بد أن النمل والجراد من أكلها، وفي اليوم التالي أراد الأرنوب الصغير أن يذهب للمزرعة ويقطف بطيخة أخرى أكبر الحجم ويعطيها لأمّه.
عندما أحضر البطيخة لوالدته سألته أمّه:من أين أتيت بها؟ فقال لها: لقد أحضرتها من مزرعة الثعلب، وبّخته أمّه وقالت له: لو علم الثعلب ذلك سوف يقوم بأكلك، استيقظ الثعلب في اليوم التالي فوجد أن هنالك بطيخة أخرى مفقودة في مزرعته، وعندما بحث وجد آثار قدم الأرنب الصغير؛ فقرّر أن يترصّد له ويراقبه.
في اليوم الذي يليه أراد الأرنوب الذهاب للمزرعة لقطف بطيخة أخرى، فحذرته أمّه ولكنّه قال لها: أنا لا أخاف يا أمي، ومضى إلى مزرعة الثعلب وأراد قطف بطيخة أخرى، سرعان ما ركض الثعلب عليه وقام بإغلاق الحجرة عليه وأمسكه من ذيله فقطعه، عاد الأرنوب إلى أمّه مقطوع الذيل؛ فنظرت له أمّه قالت: الم أحذّرك من هذا الثعلب الماكر، هذا جزاء من لا يطيع أمّه ولا يسمع كلامها.