قصة معطف من الطين

اقرأ في هذا المقال


قصة معطف من الطين أو (Coat o’ Clay) هي حكاية من الحكايات الخيالية الإنجليزية حرّرها جوزيف جاكوب من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه نظرًا للثقافة والهوية المتميزة لمناطق الأرض المختلفة.

الشخصيات:

  • الأحمق.
  • المرأة الحكيمة.
  • الأم.

قصة معطف من الطين:

ذات مرة في أجزاء من ليندسي كانت هناك امرأة حكيمة، قال البعض أنها كانت ساحرة، لكنهم كانوا يتهامسون بهذا الشيء عنها، خشية أن تسمعهم وتسبب لهم الأذى وفي الحقيقة لم يكونوا متأكدين من أنّها كانت ساحرة شريرة، لأنّه لم يكن معروفًا أنها تؤذي أحدًا، كان معروفاً عنها أنها تستطيع أن تخبرهم ما هو مرضهم، وكيفية علاجه بالأعشاب، كما ويمكنها أن تخلط بين الأعشاب النادرة التي من شأنها إخراج الألم من المرضى في لمح البصر.

وكانت تقدم النصح للناس بما يجب أن يفعلوه إذا كانت أبقارهم وأغنامهم مريضة، أو تعطيهم الحلول إذا وقعوا في مشكلة، وأن تخبر الفتيات المقبلات على الزواج ما إذا كان من المحتمل أن ينجح زواجهن أو لا، لكنها كانت تصبح غير مسرورة إذا  قام الناس بتكرار أسألتهم كثيرًا لها، وكانت تكره الحمقى، وعندما كان يحضر إليها الحمقى لسؤالها عن شيء، لم تكن تقدم لهم المشورة أبدًا وكانت تثور في غضب وتطردهم.

وفي أحد الأيام بينما كانت تجلس على بابها تقشر البطاطا، جاء فتى طويل القامة ذو أنف طويل وعيناه ملتصقتان ويداه في جيوبه، فقالت المرأة الحكيمة لنفسها بإيماءة من رأسها، وألقت إناء البطاطا  على كتفها الأيسر لتحاول الهروب من وتجنب سوء المزاج الذي قد يسببه لها وقالت في نفسها: هذا أحمق، ويبدو أنّه أحمق من دلالات وجهه، فاقترب الأحمق وقال لها: يوم جيد يا سيدتي الحكيمة.

ثمّ قال لها: لقد أتيت لرؤيتك، فقالت الحكيمة: هكذا أرى، ولكن أخبرني كيف الحال في مع الناس في قبيلتك هذا العام؟ أجاب: يا إلهي سيدتي، إنّهم دائماً يقولون لي أنني أحمق، أومأت برأسها وقالت: آه، أنت كذلك وتخلصت من حبة بطاطا فاسدة، أرى ذلك أيضًا  لكن ماذا سأفعل لك؟ لا أحتفظ بعقول للبيع، فقال الفتى بحزن: حسنًا، هذا ما تقوله لي أمي أنني لم أكون ذكياً ولدي حكمة منذ يوم ولادتي.

لكن قال لي الناس أنه يمكنك فعل كل شيء، ألا يمكنك أن تعلميني قليلاً، لذا من الممكن أن أكون رجل ذكي في المنزل؟ ضحكت العجوز الحكيمة وقالت: أنت أحمق أكبر مما كنت أظن، لا، لا أستطيع أن أعلمك شيئًا يا فتى، لكنّي سأخبرك بالحل الملخص لنهاية غباءك، ستبقى أحمق كل حياتك حتّى تحصل على معطف من الطين، ثمّ يمكنك وضع حل لغبائك.

فقال الفتى: ولكن يا سيدتي أي نوع من المعطف هذا؟ أجابت: هذا ليس من شأني، عليك أن تكتشف ذلك، وأخذت البطاطا ودخلت منزلها، نزع الأحمق قبعته وحكّ رأسه وقال: إنّه نوع غريب من المعاطف الذي يجب البحث عنه بالتأكيد، لم أسمع قط عن معطف من الطين، لكن بعد ذلك لن أكون أحمق، هذا جيد فواصل السير حتّى وصل إلى المستنقع بالقرب منه الذي كان مليئاً من الماء والطين، قال الأحمق: ها هو الوحل، فدخل ودحرج بداخله وهو يتلعثم.

ثمّ قال: لدي معطف من الطين الآن للتأكد، سأعود إلى المنزل وأخبر والدتي أنني رجل حكيم ولم أعد أحمق، وذهب إلى المنزل، وعندما جاء إلى الكوخ وجد فتاة عند الباب، فقالت: ما هذا أيها الأحمق، هل سقطت في بركة الخيول؟ قال: المرأة الحكيمة تقول إنني سأصبح  أكثر ذكاءً عندما أحصل على معطف من الطين، وها هو قد حصلت عليه هل  تتزوجيني يا فتاة؟

قالت الفتاة على الفور: نعم، متى تريد أن يتم الزواج؟ قال الأحمق: سآتي وأحضرك عندما أخبرت والدتي، وأعطاها قرشًا يجلب الحظ ومضى، وعندما عاد إلى المنزل كانت والدته على عتبة الباب، وقال: أمي، لدي معطف من الطين، فقالت: معطف من الوحل، وماذا يعني ذلك؟ قال: قالت امرأة حكيمة إنني سأصبح ذكياً عندما أحصل على معطف من الطين، لذلك غطست في المستنقع وحصلت على واحد ولم أعد أحمق.

قالت والدته: جيد جدًا، الآن يمكنك الحصول على زوجة، فقال: سأتزوج قريباً وقد أعطيتها قرش الحظ، فقالت والدته: إذاً أنت أحمق أكبر من أي وقت مضى وأغلقت الباب في وجهه، قال الأحمق وهو يحك رأسه هذا ليس النوع الصحيح من الطين بالتأكيد، وعاد إلى الطريق السريع وجلس أسفل ضفة النهر وهو ينظر إلى الماء، وغلبه النعاس فنام وسقط في الماء مثل جرذ غارق.

ثمّ قال: من الأفضل أن أذهب وأن أجف في الشمس، لذلك ذهب إلى الطريق السريع، واستلقى في التراب متدحرجًا حتّى تصل إليه الشمس في كل مكان، وعندما جلس ونظر إلى نفسه، وجد أنّ الغبار قد أصبح مثل نوعًا من الجلد فوق ملابسه المبللة حتّى لم يتمكن من رؤية شبر واحد منها، فقد كانت مغطاة جيدًا، ثمّ قال بفرح: هذا معطف جاهز من الطين وهو معطف رائع، أنا رجل ذكي هذه المرة بالتأكيد، لأني وجدت ما أبحث عنه!

ولكن فجأة، جاء فارس على ظهر الخيل وسأله عن سبب حاله هذا فأخبره الأحمق عن الحكيمة والمعطف الطيني، ضحك الفارس وقال: أنت أحمق أكبر من أي وقت مضى، وغادر ضاحكًا، فقال الأحمق وهو يحك رأسه: اللعنة عليها، لم أحصل على النوع المناسب من المعطف بعد لذا تابع طريقه حزيناً وقال: أعتقد أنني سأعود إلى المرأة الحكيمة وأخبرها أنني لم أجد معطفاً من الطين في أي مكان.

فقام وذهب إلى منزلها ووجدها جالسة عند الباب، فقالت له: إذاً أنت عدت، ماذا تريد منّي الآن؟ فجلس وأخبرها كيف حاول الحصول على معطف من الطين ولم يكن يستطع ذلك، قالت المرأة الحكيمة: أنت أحمق أكبر من أي وقت مضى، تنهد الأحمق وقال: هكذا قالوا جميعًا، ولكن من أين يمكنني الحصول على النوع المناسب من معطف الطين يا سيدتي؟

قالت المرأة الحكيمة: عندما تنتهي من هذا العالم وتموت، سيضعك قومك في الأرض، وهذا هو المعطف الوحيد الذي نصنعه من الطين أيها الفتى، ولدت أحمق وستموت أحمق، وستكون أحمق طوال حياتك  وهذه هي الحقيقة! ودخلت المنزل وأغلقت الباب، قال الأحمق: يجب أن أقول لأمي إنّها كانت على حق بعد كل شيء، وأنها لن يكون لها ابن ذكي ابداً! وذهب إلى المنزل.


شارك المقالة: