يجب على كل شخص أن يكون لديه حلم يسعى وراء تحقيقه، وعليه أن يدرك بأن المتابعة والإصرار من أساسيات النجاح، سنحكي في قصة اليوم عن تلميذ كان حلمه أن يفوز بجائزة أكبر جزرة، عندما اجتهد وعمل من أجل حلمه، استطاع أن يحقّقه ويفوز بالجائزة الكبيرة.
قصة ملكة الجزر
في إحدى القرى يقوم الأستاذ خالد بعمل مسابقات لنبات الجزر والبصل أيضاً، والفائز في هذه المسابقة من يستطيع أن يأتي بأكبر جزرة أو بصلة، عند قدوم فصل الربيع قام الأستاذ خالد بتوزيع جزرة وضعها في وعاء من الزجاج على كل تلميذ، وطلب منهم أن يعودوا بها للمنزل ويقومون بالاعتناء بها، ومن يستطيع أن يحضر أكبر جزرة ستكون جائزته في هذه المرّة عبارة عن كأس فضي.
سعيد من التلاميذ المتحمّسين للفوز بتلك المسابقة، تذكّر أن لدى جاره برميل كبير فقرّر إحضاره لوضع الجزرة بمكان واسع ومريح، ثم ذهب إلى جاره الآخر واستعار منه كيس من الطين وضعه أسفل البرميل، وقام بحفر حفرة مناسبة للجزرة ليزرعها بها، بعد ذلك قام باقتلاع الجزرة من مكانها القديم إلى داخل البرميل الواسع، وتركها أسفل الشمس لكي تحصل على الضوء.
اعتنى سعيد بالجزرة كثيراً، حتّى شعر أنّها كالعروس ذات التاج الأخضر داخل هذا البرميل، وبعد عناء يوم كامل من العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، ذهب سعيد ليأخذ قسطاً من الراحة وغلبه النوم فنام، رأى سعيد في حلمه أن جزرته الكبيرة قد أصبحت بحجم شجرة التوت أو ربمّا أكبر؛ فهو يفكّر طوال الوقت بأن ينال جائزة الكأس الفضي لأكبر جزرة.
كان حلم سعيد غريباً؛ حيث كبرت الجزرة إلى حد لم يعد سعيد قادر على اقتلاعها، وطلب المساعدة من أهل القرية لمساعدته، ولكن دون جدوى فقد أصبحت كبيرة الحجم وقوية، فتم إرسال طائرة حربية ربطت حبالها بهذه الجزرة لمحاولة اقتلاعها، حاولت الطائرة بزحزحتها ونفثت الغبار ولكن دون أي فائدة، صارت هذه الجزرة حديث كل الناس، وانتشر خبرها بالجرائد والمجلات، وأعلنت الجريدة اليابانية عن منح جائزة نوبل لصاحب هذه الجزرة العملاقة.
فجأةً استيقظ سعيد ليرى الجزرة الصغيرة لا زالت أمامه داخل البرميل، لم يحزن لضياع حلمه الجميل، بل قرّر أن يظلّ يعتني بجزرته الجميلة حتى تكبر أكثر وأكثر، صار سعيد يقرأ عن الجزر وقام بتوفير نقود من مصروفه لشراء السماد المناسب لها، وكان بجانبها دائماً، حتى إن اشتدّ البرد أو الحر حمل البرميل ووضعه داخل غرفته لكي لا يسبّب الضرر لجزرته.
كبرت جزرة سعيد وقرّر أن يقوم بنقلها لفناء المدرسة، عندما رآها الأستاذ خالد والجميع أعجبوا بحجمها الكبير، وأطلق عليها الأستاذ اسم: ملكة الجزر، استطاع سعيد أن يفوز بجائزة الكأس الفضي، على الرغم من أنها ليست بحجم الجزرة الكبيرة التي رآها بحلمه، ولكنّ سعيد كان سعيداً بفوزه وجائزته.