قصة من الأفضل؟

اقرأ في هذا المقال


لدى كل شخص منّا ما يميّزه عن غيره، لذلك علينا أن لا نشعر بالتعالي لأي شيء نمتلكه، سنحكي في قصة اليوم عن فيل وقرد كان كل منهما يتعالى على الآخر لميزة فيهما، ولكن عندما جاءت البومة وقامت بعمل حيلة استطاعت أن تجعلهما يدركان أهميّة كل منهما الآخر.

قصة من الأفضل؟

في أحد العصور القديمة كانت الأرض خالية من بني البشر ولا يسكنها أحد، كانت تعيش الحيوانات فقط، وفي إحدى الغابات كان يعيش قرد وفيل لوحدهما فقط، ولكن هذين الحيوانين لم يكونا يعيشان بسلام ومودّة؛ والسبب في ذلك هو أنّهما لم يكونا يحبّان بعضهما البعض، كانا على خلاف دائم وكل منهما يرى بأنّه أفضل من الآخر.

وفي يوم من الأيّام جلس القرد والفيل مع بعضهما البعض يتنازعان في الكلام كما جرت العادة بينهما، قال القرد للفيل: أيّها الفيل أنت لا تملك يدان طويلتان مثلي؛ فأنا أستطيع حكّ ظهري بنفسي دون مساعدة أحد، نظر له الفيل بغضب وقال له: وأنا لديّ خرطوم طويل أستطيع حكّ ظهري به، وأنا كذلك أستطيع الاستحمام به وحمل الأشياء والأكل.

فجأةً بينما كان الفيل يتكلّم إذ اقترب من النهر وبدأ بامتصاص المياه بخرطومه الطويل، وبعدما فعل ذلك بدأ برشّ نفسه بالمياه كي يستحمّ، وبعدما انتهى من الاستحمام بدأ برشّ الماء على القرد؛ وذلك من أجل أن يثبت صدق كلامه للقرد، شعر القرد باغتياظ شديد وفكّر بطريقة كي يغيظ بها الفيل.

ذهب القرد وتسلّق شجرة قريبة وطويلة ونظر للفيل وقال: أنظر أنا أستطيع أن أتسلّق أي شجرة مهما كان طولها، وأنا أستطيع كذلك التنقّل من مكان لمكان آخر بكل سهولة ورشاقة، قال له الفيل: لا تظنّ بأنّك وحدك تستطيع فعل ذلك أنا أيضاً أستطيع فعل ذلك،  اقترب الفيل من الشجرة وبدأ يحاول أن يتسلّقها، ولكنّه عندما صعد على الغصن تسبّب بكسره ووقع هو على الأرض.

نظر القرد للفيل وصار يضحك بصوت عالي، وصار يستهزأ به لضخامة حجمه ولأنّه لم يستطع تسلّق الشجرة، شعر الفيل بالغضب والاغتياظ الشديدين، وطال بهما الأمر بالنزاع وتبادل النزاع بأيّهما أفضل، بينما هم كذلك إذ سمعت كلامهما البومة الحكيمة، وقالت لهما: ما بكما أيّها القرد والفيل وما سبب نزاعكما؟ قال القرد له: نحن أيّتها البومة نتجادل من هو أفضل من الآخر.

صمتت البومة لوقت قليل وبدأت تفكّر ماذا ستفعل، نظرت لهما وقالت: أنا أريد أن أطلب منكما طلب ومن يستطيع فعله سيكون فعلاً هو الحيوان الأفضل، شعر القرد والفيل بالحماس الشديد لهذا التحدّي وسأل الفيل: وما هو الطلب؟ قالت لهما البومة: هنالك تلّة في الغابة شديدة الانحدار، ويوجد بقمة تلك التلّة شجرة جوز الهند، أريد منكما الذهاب ومحاولة إحضار ثمرة واحدة، ومن يفعل ذلك سيكون هو الحيوان الأفضل.

تحمّس القرد والفيل لهذا التحدّي وانطلق كلاهما لتلك التلّة، وبينما هم يسيران بسرعة إذ قابلهما نهر، عبر الفيل هذا النهر بسهولة بينما القرد لم يستطع ذلك لأنّه كان لا يجيد السباحة، وقف القرد حزيناً وهو ينظر للفيل وهو يعبر النهر وقال في نفسه: يا إلهي سوف أخسر التحدّي لا محالة.

بعد ذلك بينما كان الفيل يسبح فكّر في نفسه وقال: إن فزت بهذا التحدّي سيقال عنّي بأنّني حيوان أناني؛ فالجميع يعرف بأنّ القرد لا يستطيع السباحة، قرّر الفيل أن يعود ليأخذ القرد ويحمله على ظهره لعبور النهر، عاد الفيل ونادى على القرد وقال: أيّها القرد هيّا تعال واصعد على ظهري كي أساعدك بعبور النهر، فرح القرد وقال للفيل: شكراً لك أيّها الفيل الطيّب.

عندما وصل القرد والفيل لشجرة جوز الهند، صعد القرد الشجرة بكلّ سهولة، ولكنّ الفيل ظلّ واقفاً في الأسفل لأنّه يعجز عن تسلّق الأشجار، فظلّ ينظر للقرد وقال في نفسه: لا بدّ أنّ القرد سيفوز في هذا التحدّي، ولكنّ القرد أثناء ما كان يتسلّق الشجرة قال في نفسه: لا يمكن لي أن أكون الحيوان الخائن الذي نسي فضل الفيل الذي ساعده بعبور النهر، لا بدّ أن أساعده كما ساعدني بعبور النهر، نزل القرد من أعلى الشجرة وقرّر أن يساعد الفيل بصعود الشجرة.

عندما صعد الفيل والقرد الشجرة قام كليهما بقطف ثمرة جوز الهند، نزلا من الشجرة وأدرك كلاهما أن لكلّ منهما خصلة تميّزه عن غيره، وقرّر كل منهما أن يصبح صديقاً للآخر.


شارك المقالة: