قصة نينيلو ونينيلا أو (Nennillo and Nennella) هي حكاية فولكلورية إيطالية، تمّ نشرها ضمن مجموعة (Il Pentamerone) لأول مرة في نابولي بواسطة (Giambattista Basile) الذي يعتقد أنه جمعها بشكل رئيسي في جزيرة كريت والبندقية، للمؤلف، جيامباتيستا باسيلي.
الشخصيات:
- نينيلو.
- نينيلا.
- الأب.
- زوجة الأب.
- الأمير.
قصة نينيلو ونينيلا :
كان هناك ذات مرة رجل طيب اسمه جانوتشيو، وله طفلان هما نينيلو ونينيلا، كان يحبهما بقدر ما أحب حياته، ولكن بعد أن توفيت أمهما بسبب مرض خطير أصابها، تزوج من امرأة قاسية حيث لم تكد تطأ قدمها في منزله حتى بدأت في التصرف تجاه الأطفالبقسوة، قائلة في كل مرة: هل أتيت إلى هنا بالفعل لأعتني بأطفال قوم آخرين؟ ولماذا أتيت إلى هذا المكان؟
وهل هذه حياة أعيشها؟ لقد أتيت كزوجة، وليس كخادمة، لكن يجب أن أجد بعض الوسائل للتخلص من هذين الطفلين، إمّا بإبعادهم أو مغادرة المنزل بنفسي إلى الأبد، وعندما أخبرت زوجها بذلك قال لها الزوج المسكين بلطف: أيتها الزوجة، لا تغضبي وصباح الغد، سأبعد أبنائي عن البيت من أجل لإرضائك، لذا في صباح اليوم التالي أخذ جانوتشيو الأطفال، واحدًا في كل يد، ومع سلة جيدة من الطعام و قادهم إلى الغابة.
حيث كانت أشجار الحور والزان يحاصرون الظلال، ثم قال جانوتشيو: أبنائي الصغار، ابقيا هنا في هذا الغابة، وكلا واشربا بمرح، ولكن إذا كنتما تريدان أي شيء، فاتبعا هذا الخط من الرماد الذي كنت أقوم بنثره عندما جئنا، وسيكون هذا دليلًا لقيادتكما من المتاهة وإعادتكما للمنزل مباشرة، ثمّ قبلهما وعاد باكيًا إلى منزله، بقي الطفلان يمرحان طوال النهار، ولكن عندما حلّ الليل، بدأ الطفلان يشعران بالخوف من البقاء في ذلك المكان المنعزل.
لذلك ساروا ببطء على طريق الرماد، وكان منتصف الليل بالفعل قبل أن يصلوا إلى منزلهم، عندما رأت زوجة أبيهم الأطفال تصرفت بغضب تام، وكانت تصرخ بصوت عالٍ، وتضرب بقدميها الأرض، وهي تقول: ألا توجد طريقة لتخليص المنزل من هذه المخلوقات أيها الزوج؟ اذهب وأخرجهم من أمام عيني! أو سأذهب إلى منزل والدي، لأنّك لا تستحقني، لم أحضر فقط لأكون عبدًا لأطفال ليسوا لي.
قام جانوتشيو المسكين الذي رأى أن الأمور تزداد سوءاً بأخذ الصغار على الفور وعاد إلى الغابة حيث أعطى الأطفال سلة أخرى من الطعام، وقال لهما: انظروا يا أعزائي، كيف أن زوجتي هذه التي أتت إلى بيتي لتكون سبباً في ضياعكما بسبب كرهها لكما، لذلك ابقيا في هذه الغابة حيث الأشجار الأكثر رحمة منها، وستمنحكما مأوى من الشمس، وسيمنحكما النهر الماء بدون سم، والأرض اللطيفة ستمنحكما وسادة من العشب دون خطر.
وعندما تريدان العودة اتبعا مسار النخالة الصغير الذي صنعته لكما في خط مستقيم، ويمكنكما أن تعودا في حالة الخطر، وأدار وجهه حتى لا يبكي ويثبط عزيمة أبناءه الصغار، وعندما أكل نينيلو ونينيلا كل ما كان في السلة، أرادا العودة إلى المنزل، لكن للأسف! أكل حمار كل النخالة التي نثرت على الأرض، لذلك فقدوا طريقهم، وتجولوا بائسين في الغابة لعدة أيام يتغذون على الجوز والكستناء التي وجدوا أنها سقطت على الأرض.
وفي أحد الأيام جاء أمير بالصدفة للصيد في تلك الغابة، ثمّ عندما سمع نينيلو صوت إطلاق النيران ونباح كلاب الصيد، كان خائفًا جدًا وتسلل إلى شجرة جوفاء، وانطلقت نينيلا في الجري بأقصى سرعة وركضت حتى خرجت من الغابة، ووجدت نفسها على شاطئ البحر، في تلك الأثناء هبط بعض القراصنة هناك للحصول على الوقود، فرأوا نينيلا وحملوها، وأخذها قائدهم إلى المنزل معه حيث قام هو وزوجته بتربيتها كإبنة لهما.
في هذه الأثناء، كان نينيلو الذي اختبأ في الشجرة، محاطًا بالكلاب التي كانت تنبح بصوت عال، لذلك تقدّم الأمير لمعرفة السبب، وعندما اكتشف الصبي الصغير الجميل، وأمر أحد الصيادين أن يضعه على سرجه ويأخذه إلى القصر الملكي، ثمّ قام بتربيته بعناية كبيرة وعلّمه فن النحت، لذلك بعد مرور أربع سنوات، أصبح نينيلو خبيرًا في فنه، في تلك الأثناء كان قبطان السفينة الذي نقل نينيلا إلى منزله كان لصًا بحريًا.
وكان الحاكم يبحث عنه لأسره، لكنّه عرف ذلك في الوقت المناسب ففرّ مع جميع أفراد أسرته وركب قاربًا صغيرًا، لم يكد يركب البحر حتّى جاءت عاصفة من الرياح وضجيج الأمواج، وغرق الجميع بالقارب كلهم باستثناء نينيلا حيث قامت سمكة كبيرة مسحورة كانت تسبح حول القارب، وفتحت حلقها الضخم وابتلعتها، فاعتقدت الفتاة الصغيرة الآن أنّ أيامها قد انتهت بالتأكيد.
ولكنّها وجدت فجأة شيئًا يدهشها داخل السمكة، كانت هناك حقول جميلة وحدائق، وقصر رائع وعاشت كأميرة، ثمّ حملتها السمكة بسرعة إلى صخرة حيث صادف أنّ الأمير جاء مع اخوها هربًا من حرارة الصيف الحارقة، والاستمتاع بنسيم البحر البارد، وعندما رأته نينيلا من خلال حلق السمكة، صرخت بصوت عالٍ، فاستدار في الاتجاه الذي جاء منه الصوت ورأى السمكة، وعندما سمع صراخ الفتاة مرة أخرى، كان مندهشاً.
وأمر عددًا من الخدم بمحاولة ما إذا كان بإمكانهم بأي وسيلة إيقاع السمكة بجذبها إلى اليابسة، أخيرًا وعند سماع كلمات، أخي أخي!المتكررة من الفتاة باستمرار، سأل جميع الخدم عمّا إذا كان أي منهم قد فقد أخته، أجاب نينيلو أنّه تذكر كحلم، أنّ لديه أخت عندما وجده الأمير في الغابة، لكنّه لم يسمع منذ ذلك الحين أي أخبار عنها، ثمّ قال له الأمير أن يقترب من السمكة، ويرى ما الأمر.
وبمجرد أن اقترب نينيلو من السمكة، رفعت رأسها على الصخرة، وفتحت حلقها، وخرجت نينيلا وتعرفت على أخوها، وعندما سألها الأمير كيف حدث كل هذا، أخبرته بجزء من قصتها الحزينة، وكراهية زوجة أبيهم، ولكن بسبب عدم تمكنها من تذكر اسم والدهم أو منزلهم،أصدر الأمير إعلان يأمر فيه أنّ من فقد طفلين يدعون نينيلو ونينيلا في الغابة بالحضور إلى القصر الملكي.
كان والدهما الذي قضى كل هذا الوقت حياة حزينة معتقدًا أن أطفاله قد التهمتهم الذئاب، سارع الآن بفرح كبير للبحث عن الأمير، وأخبره أنه فقد الأطفال، وعندما روى القصة، وكيف أُجبر على اصطحابهم إلى الغابة، قام الأمير بتوبيخه، لأنّه سمح للمرأة بفعل هذا لأطفاله، ثمّ أظهر له الأطفال الذين عانقهم الأب وقبّلهما، وسألهما الأمير ما الذي يريدانه كعاقب لزوجة والدهم، فطلبا منه وضعها في برميل مغلق، ودحرجتها على الجبل.
فأصدر الأمير أوامره بتنفيذ الحكم على الفور، ثمّ اختار سيدًا ثريًا جدًا من بين أتباعه، وزوجه نينيلا، واختار ابنة سيد عظيم زوجة لنينيلو، وبقيت زوجة الأب التي أُغلق عليها في برميل خشبي ومنعت من الحياة، استمرت في البكاء عبر البرميل طالما أنّها تتنفس.