تعتبر حياة الأب صعبة ومليئة بالعمل دائماً؛ لذلك لا يستطيع الآباء قضاء الكثير من الوقت مع أبنائهم، ولكن بالرغم من ذلك يجب على الآباء إدراك أهمية قضاء بعض الوقت مع أبنائهم في مرحلة الطفولة، وسنحكي في قصة اليوم عن ولد كان أبيه منغمس في العمل ولا يلعب معه، فذهب لأبيه في مرّة وسأله بعض الأسئلة، وشعر الأب وقتها أن هذا الولد البريء قد تضيع طفولته بانتظار أبيه؛ فقرّر قضاء الوقت مع ابنه واللعب معه.
قصة والدي:
كان هنالك ولد اسمه إدوارد، كان والده يعمل في شركة خاصّة، وكان يعود من عمله في وقت متأخّر جدّاً، يعمل حتّى في عطلة نهاية الأسبوع، وفي يوم الأحد استيقظ إدوارد وسمع صوت باب المنزل، وكان والده قد عاد من عمله وذاهب إلى المكتب، فأسرع له إدوارد وكان يريد أن يسأله بعض الأسئلة.
دخل إدوارد على أبيه وسلّم عليه وقال له: يا أبي أنا أريد أن أسألك بعض الأسئلة يا والدي، قال له والده: تفضّل يا بني، قال له: لماذا أنت تذهب للعمل كل يوم يجب أن نجلس ونلعب معاً؟ قال له والده: ولكن يا بني أنا لدي الكثير من المهام يجب إتمامها بشكل جيد، نظر له ابنه وقال: ولماذا يجب عليك أن تفعلها يا والدي؟ قال له: لأنّه عندما أفعلها بشكل جيّد فهذا سيبني لك مستقبلاً جيداً وسيعود علينا بالكثير.
لم يفهم إدوارد البريء كلام أبيه تماماً فسأله: وماذا يعني الكثير يا أبي؟ قال له: الكثير يا بني يعني أنّ الشركة ستجني المزيد من المال، وهذا يعود بالنفع علي أيضاً، سأله كيف؟ فقال: ربّما أحصل على وظيفة أفضل وآخذ الترقية وأجني المال المزيد، فقال له ابنه: حسناً يا أبي وهل تستطيع بعد هذا أن تجلس وتلعب معي؟ صمت الأب وفكّر.
استمر إدوارد بالأسئلة وقال لوالده: لماذا تريد المال يا أبي؟ فقال له: عندما أحصل على المال فبذلك يمكننا الحصول على منزل أوسع وأفضل وأنت يمكنك الحصول على أشياء أكثر كذلك، قال له ابنه: ولماذا نحتاج المنزل الواسع لنضع به الأشياء الجيدة، هل تحتاج منزلاً كبيراً؟ فرد عليه: لا يا بني ولكن المنزل الكبير سيشعرنا براحة أكبر.
أضاف الأب: يمكننا في المنزل الكبير القيام بعمل أشياء أكثر كذلك، فقال الابن: وهل بذلك نستطيع الحصول على وقت اكثر معاً لننجز الكثير من الأشياء سويةً؟ فكّر الأب وقال: ربّما يا بني، فرح إدوارد وقال لأبيه: إذاً هيا يا أبي أكمل عملك وسأكون بانتظار المنزل الكبير.
شعر والد إدوارد بشيء ما في كلام ابنه، وفكّر في نفسه إن انتظر ابنه فعلاً هذه السنوات فبذبلك ستضيع سنوات طفولته دون أن يقضي معه الوقت، فقرّر أن يغلق الحاسوب ويترك أوراقه وأعماله ويلعب لبعض الوقت مع ابنه، فرح إدوارد بذلك كثيراً وقال لوالده: حسناً يا أبي إن المنزل الكبير والترقية يمكنهما الانتظار قليلاً.