المظاهر الطبيعية تتشابه كثيراً بما يحدث مع الإنسان في حياته، سنحكي في قصة اليوم عن مشهد المطر وكيفية وصف سامي هذا اليوم الرائع أثناء لعبه كرة القدم مع أصدقائه، وبفضل هذا المشهد الجميل سدّد سامي هدفاً في غاية الروعة.
قصة يوم ماطر
في أحد الملاعب كان سامي يلعب كرة القدم مع أصدقائه، وبينما هو ينتظر تمرير الكرة من فريقه الخصم إذ بدأت الأمطار بالهطول، كان سامي يركض نحو الكرة فانزلق على الأرض، وتمردغ جسمه وملابسه بالطين، قام سامي بتسديد الكرة نحو المرمى ولكنّها عادت إليه بعد اصطدامها بالعارضة، وصفّق له الجميع، وكان اللاعبين سعداء بمنظر سامي وهو يتمردغ على الطين وبهطول الأمطار.
صار سامي يتأمّل الكرة ويقول في نفسه: لماذا أنا خائف من أن أركض إلى الكرة وسط تلك الأمطار؟ وبينما هو يتحدّث ويعيش في تردّده من العودة إلى الكرة لتسديدها نحو المرمى، إذ سمع صوت الرعد قال في نفسه: إذا كان صوت الرعد القوي هذا ناجماً عن غيمتين اصطدمتا ببعضهما البعض فلماذا أخاف من تسديد الكرة؟! أدرك سامي وقتها أنّه ليس خائفاً من صوت الرعد لأنّه يعلم سبب ومصدر هذا الصوت.
اتجّه سامي نحو الكرة وأمسك بها وصار يمسح الطين عنها بماء الأمطار، وصار يغسل نفسه وملابسه بتلك المياه أيضاً، وبينما هو كذلك ينظر لقطرات الماء ويقول في نفسه: من المؤكّد أن قطرات المياه تلك هي قد تجمّعت من المحيطات التي لامست الحيتان ومختلف الكائنات الحية، وهي الآن بيدي أمسك بها، كم هو أمر رائع.
أضاف سامي لنفسه قائلاً: إنّ قطرات الماء تلك قد تجمعّت من أماكن مختلفة دون أن تتفاخر على نفسها، وقد كونّت بركة جميلة، ضرب سامي الكرة مرّةً أخرى وأحرز هدفاً رائعاً، جاء صوت الرعد مرّةً أخرى، وشعر سامي هذه المرّة أنّه خائفاً أكثر، اتجه لمنزله مسرعاً.
عنما عاد سامي إلى المنزل كانت أمّه بانتظاره وهي خائفةً عليه، وكان أبوه وجدتّه كذلك، ولكن عندما قصّ سامي ما حدث معه من تفاصيل بالملعب، وصف قطرات المطر، فرح أبوه بكيفية وصف سامي للمطر وأنّه لم يكن خائفاً، قال سامي لعائلته: يجب علينا دائماً أن نكون متحابّين ومتآلفين كحبّات المطر تلك.