قصيدة - أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع” فيروى بأن كعب بن زهير بن أبي سلمى بدأ يقول الشعر أينما ذهب، وعندما بلغ خبر ذلك إلى أبيه زهير بن أبي سلمى نهاه عن ذلك إن لم يكن متمكنًا من شعره، وبذلك يروى عنه ما لا خير فيه، ولكنه لم ينتهي، وبدأ زهير يضربه على ذلك، ولكنه وعلى الرغم من ذلك أيضًا، لم ينتهي عن قول الشعر، وعندما طال ذلك حبسه، وقال له: والله إن بلغني أنك تقول الشعر إلا عذبتك على ذلك، وبعدها بلغه أنّه عاد لقول الشعر، فضربه على ذلك ضربًا مبرحًا، ومن ثم أطلق سراحه، فخرج في بهمة وهو غلام صغير وكان خائفًا، ثم عاد إلى منزله في الليل وهو ينشد قائلًا:

كأنما أحدو ببهمي عيراً
من القرى موقرة شعيرا

فغضب من ذلك زهير غضبًا شديدًا، وركب ناقته وجعل كعب يسير وراءه، وهو يريد أن يختبره ليعلم ما عنده من الشعر، وعندما خرج من الحي أنشد زهير قائلًا:

وإني لتعديني على الهم جسرة
تخب بوصالٍ صرومٍ وتعنق

ثم ضرب ابنه، وقال له: أجز ما قلت أيها الأحمق، فأنشد كعب قائلًا:

كبنيانة القرئى موضع رحلها
وآثار نسعيها من الدف أبلق

فقال زهير:

على لاحبٍ مثل المجرة خلته
إذا ما علا نشزاً من الأرض مهرق

ثم عاد وضربه، وقال له أجز، فأنشد:

منير هداه ليلهكنهاره
جميع إذا يعلو الحزونة أفرق

قال: ثم أخذ زهير يصف النعام، قائلًا:

وظل بوعساء الكثيب كأنه
خباء على صقبي بوانٍ مروق

فقال كعب:

تراخى به حب الضحاء وقد أرى
سماوة قشراء الوظيفين عوهق

فأنشد زهير:

تحن إلى مثل الحبابير جثمٍ
لدى منتجٍ من قيضها المتفلق

فأنشد كعب:

تحطم عنها قيضها عن خراطمٍ
وعن حدقٍ كالنبخ لم يتفتق

فأخذ زهير كعبًا من يده، وقال له: لقد أذنت لك أن تقول الشعر يا بني، واتجه عائدًا إلى قومه، وقال كعب يومها قصيدته، وكان صغيرًا يومها، وهي أول شعر له:

أَبيتُ فَلا أَهجو الصَديقَ وَمَن يَبِع
بِعِرضِ أَبيهِ في المَعاشِرِ يُنفِقِ

وَمَن لا يُقَدِّم رِجلَهُ مُطمَئِنَّةً
فَيُثبِتَها في مُستَوى الأَرضِ تَزلِقِ

أَكُفُّ لِساني عَن صَديقي وَإِن أَجَأ
إِلَيهِ فَإِنّي عارِقٌ كُلَّ مَعرَقِ

بِرَجمٍ كَوَقعِ الهُندُوانِيِّ أَخلَصَ الصياقلُ
مِنهُ عَن حَصيرٍ وَرَونَقِ

إِذا ما دَنا مِنَ الضَريبَةِ لَم يَخِم
يُقَطِّعُ أَوصالَ الرِجالِ وَيَنتَقي

تَطيحُ أَكُفُّ القَومِ فيها كَأَنَّما
تَطيحُ بِها في الرَوعِ عيدانُ بَروَقِ

وَفي الحِلمِ إِدهانٌ وَفي العَفوِ دُربَةٌ
وَفي الصِدقِ مَنجاةٌ مِنَ الشَرِّ فَاِصدُقِ

وَمَن يَلتَمِس حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ
يَصُن عِرضَهُ مِن كُلِّ شَنعاءَ موبِقِ


شارك المقالة: