قصيدة - إن تك لبنى قد أتى دون قربها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “إن تك لبنى قد أتى دون قربها”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن تك لبنى قد أتى دون قربها” فيروى بأن قيس بن ذريح في يوم رأى لبنى بنت الحباب، وأغرم بها، وذهب إلى أبيه لكي يخطبها له، لكنّه رفض خوفًا على أموال العائلة، حيث أنّه لا يريدها أن تذهب إلى أحد ليس من العائلة، ولكن قيس ذهب إلى الحسين بن علي ليتوسط له عند والده، ففعل، ووافق والده على أن يتزوج منها، وتزوج قيس من لبنى، ومرّت السنين ولبنى لم تنجب له طفلًا، فأصر عليه والده أن يطلقها، وبعد الإصرار الشديد من والده، طلقها، وعادت إلى مكة.

وبعد ان عادت لبنى إلى ديارها، لم يطق قيس على غيابها صبرًا، واشتد شوقه لمحبوبته، وذهب إلى ديارها يريد أن يراها، فوصل خبر ذلك إلى أبيها، وشكاه للخليفة معاوية بن أبي سفيان، فقام الخليفة بالكتابة لمروان بن الحكم، بأنّه قد قرر أن يهدر دم قيس، إن عاد وتعرض للبنى، وعندما وصل خبر ذلك إلى قيس بن ذريح، أنشد قائلًا:

فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِها
مَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ

فَلَم يَمنَعوا عَينَيَّ مِن دائِمِ البُكا
وَلَن يُذهِبوا ما قَد أَجَنَّ ضَميري

إِلى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوى
وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ

وَمِن حَرَقٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا
وَلَيلٍ تَويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ

سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ
بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ

وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ الهَوى
بِأَنعَمِ حالِ غَبطَةٍ وَسُرورِ

فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَهُم
بُطونُ الهَوى مَقلوبَةً لِظُهورِ

لَقَد كُنتِ هَسبَ النَفسِ لَو دامَ وَصلُنا
وَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ

ومع هذا فقد كانت تتاح لقيس بعض الفرص التي يلقى بها محبوبته لبنى من حين إلى آخر، وساءت حالة قيس، ومرض مرضًا شديدًا، وأصبح جسمه هزيلًا، وعندما رأى قومه ذلك، نصحوا أباه أن يزوجه، فزوجه، وعندما سمعت لبنى بذلك تزوجت هي الأخرى، وعندما وصل خبر ذلك إلى قيس أنشد قائلًا:

إِن تَكُ لُبنى قَد أَتى دونَ قَربِها
حِجابٌ مَنيعٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ

فَإِنَّ نَسيمَ الجَوِّ يَجمَعُ بَينَنا
وَنُبصِرُ قَرنَ الشَمسِ حينَ تَزولُ

وَأَرواحُنا بِاللَيلِ في الحَيِّ تَلتَقي
وَنَعلَمُ أَنّا بِالنَهارِ نَقيلُ

وَتَجمَعُنا الأَرضُ القَرارُ وَفَوقَنا
سَماءٌ نَرى فيها النُجومَ تَجولُ

إِلى أَن يَعودَ الدَهرُ سَلماً وَتَنقَضي
تِراتٌ بَغاها عِندَنا وَذُحولُ


شارك المقالة: