حالة الشاعر:
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة معجبًا بما رآه من الحب والاشتياق عند الشاب الذي قابله بينما هو يطوف.
قصة قصيدة تقول وليدتي لما رأتني:
أمّا عن مناسبة قصيدة “تقول وليدتي لما رأتني” فيروى بأنّ أحد الخلفاء قرّر أن لا يقول الشعر أبدًا، وبالفعل قد نذر على نفسه أن لا يعود إلى إلقائه، وأنّه في حال عاد وقام بإنشاد الشعر فإنّ عليه أن يقوم بعتق رقبة، ومر زمن طويل عليه من دون أن يقول الشعر.
وفي يوم كان هذا الخليفة يطوف في بيت الله الحرام، وبينما هو في طوافه رأى أحد الشباب يتحدث إلى فتاة وجهها جميل، فتوجه إلى هذا الشاب، ووقف معه وقال له: أيها الشاب، والله لو كان في غير هذا المكان لكان أرحم، اتق الله أفي هذا المكان تفعل هذه الأمور، فقال الشاب للخليفة: يا أمير المؤمنين، والله ما هذا قصدي، ولكن هذه الفتاة ابنة عمي، وإنّي أحبها وهي تحبني، ووالله إنّها أعز الناس على قلبي، وقد ذهبت إلى أبيها أريد أن أتزوجها، ولكنّه رفض ذلك، ومنعني من أن أتزوجها، وذلك بسبب فقري وقلة حيلتي.
ثم أكمل الشاب قائلًا: وكان قد اشترط علي أن أدفع لها مهرًا مقداره مائة ناقة، ومائة دينار من الذهب، ولكنّي لم أستطع على أن أدفع له ما قد طلب مني، وعندما سمع الخليفة خبر هذا الشاب، بعث أحد رجاله في طلب عمه، وجلس معه واتفق معه على ان يدفع له ما قد طلب من ابن أخيه مهرًا لابنته، ولم يقم هذا الخليفة من مكانه حتى وافق أبو الفتاة على أن يزوجها من الشاب، وعقد عليهما، ومن ثم أكمل طوافه، واتجه نحو منزله، فدخل إلى المنزل وهو ينشد بيتًا من الشعر، فسمعته واحدة من جواريه، وقالت له: يا أمير المؤمنين، إني أسمعك تنشد الشعر، هل نسيت ما عاهدت الله عليه، أم أنّك قد وقعت في الهوى، فرد عليها الخليفة قائلًا:
تقول وليدتي لما رأتنـــــي
طربت وكنت قد اسليت حينا
أراك اليوم قد أحدثت عهدا
واورثك الهوى داء دفيــــنا
بربك هل سمعت لها حديثا
فشاقك أو رأيت لها جبينا
فقلت شكا الي اخ محــــــــب
كمثل زماننا اذ تعلمــــينا
وذو الشجو القديم وأن تعزى
محب حين يلقى العاشقينا
وعندما انتهى الخليفة من إنشاد الشعر، قام بعدّ الأبيات التي أنشدها، فوجدها خمسة، فأمر رجاله أن يعتقوا خمسة من العبيد.