قصيدة رعى الله ملكا ماله من مشابه

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر ابن العجمي الحلبي الشافعي:

وهو أديب وكاتب، وقد كان ناظرًا للجيوش في أيام الناصرية، ولد ابن العجمي في حلب في سنة ستمائة وخمس للهجرة، وقد سمع من القاضي بهاء الدين بن أبي المحاسن المعروف بابن شداد وكان ذلك في دمشق، ومن ثمّ اتجه إلى حلب وأقام فيها، وكان في خلال ذلك يحدث، ومن ثم تولى الأوقاف الدينية هنالك.

وكان ابن العجمي من العلماء الفاضلين، قدره جليل، أخلاقه كريمة، عشرته حسنة، وشمائله لطيفة، كتابته جيدة، وفي قواعدها وأصولها خبيرًا، وكان بيته مشهورًا بأنّه بيت علم، ففي بيته كانت تقام مجالس الحديث والكتابة والتقدم والسنة.

توفي ابن العجمي في دمشق في نصف ربيع الأول ودفن في اليوم الذي يليه في منطقة سفح قاسيون عليه رحمة الله.

من أفضل شعره قوله:

يا سائقاً يقطع البيداء متعسفاً
بظامر لم يكن في سيره وإني

إن جزت بالشام شم تلك البروق ولا
تعدل بلغت المنى عن دير مران

وأقصد علالي قلاليه تلاق بها
ما تشتهي النفس من حور وولدان

من كل بيضاء هيفاء القوام إذا
ماست فواخجلة المران والبان

وكل أسمر قد دان الجمال له
وكمل الحسن فيه فرط إحسان

ورب صدغ بدا في الخد مرسله
في فترة فتنت من حسن أجفان

مناسبة قصيدة رعى الله ملكا ماله من مشابه:

أمّا عن مناسبة قصيدة “رعى الله ملكا ماله من مشابه” فيروى بأنه عندما أصبح الناصر يوسف بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب الملك، وكان هو آخر ملوك بني أيوب، وكان الملك ناصر يحفظ الكثير من النوادر والأشعار، ويحب مجالسة الشعراء، وكان ابن العجمي ممن يقولون الشعر، وفي يوم دخل ابن العجمي إلى مجلس الملك وقال فيه الشعر، فأعجب الملك ناصر بشعره، وحظي عنده بمكانة، وقربه منه وأدناه إليه.

وفي يوم حضر ابن العجمي إلى مجلس الملك الناصر، واستأذن للدخول، فأذن له الملك وأدخله، وعندما دخل ابن العجمي أدار ظهره إلى الطراحة، فقال له أحد الحاضرين وكان أستاذ الدار: إنّ السترة وراءك يا ابن العجمي، فقال له الملك الناصر: لا عليك منه فإنّه من أهل الدار، فالتفت ابن العجمي إلى أستاذ الدار، وأنشده في نفس اللحظة قائلاً :

رعى الله ملكاً ماله من مشابه
يمن على العافي ولم يك منانا

لإحسانه أمسيت حسان مدحه
وكنت سليمانا فأصبحت سلمانا


شارك المقالة: