اقرأ في هذا المقال
- ما هي قصيدة (Acquainted with the Night)؟
- ملخص قصيدة (Acquainted with the Night)
- الفكرة الرئيسية في قصيدة (Acquainted with the Night)
ما هي قصيدة (Acquainted with the Night)؟
ملخص قصيدة (Acquainted with the Night):
هذه القصيدة كتبها الشاعر روبرت فروست الحائز على جائزة بوليتسر ونُشرت لأول مرة في عام 1927، وهي واحدة من أكثر قصائد فروست شهرةً، وهذه القصيدة يتم فيها استكشاف العزلة والحزن واليأس؛ أي المشاعر التي لا مفر منها مثل الليل نفسه، ويقول فروست أنّ هذه المشاعر ليست فريدة للمتحدث في قصيدته، بل هي جزء عالمي من التجربة الإنسانية، وأنّ القصيدة ليست سونيتة (أي قصيدة مكونة من 14 بيتاً) إيطالية أو إنجليزية تقليدية.
في بداية القصيدة يؤكد الشاعر معرفته ودرايته الكاملة بالليل، ويقول لقد كانت السماء تمطر عندما بدأ بالمشي في جميع أنحاء المدينة، وكانت السماء لا تزال تمطر في نهاية مسيره، وأثناء المشي تقدم حتى أبعد من الضوء الخارجي للمدينة، ونظر ومر بأكثر من شارع في المدينة، ومر بجانب حارس يقوم بجولة في المدينة، ومع ذلك نظر إلى الأسفل لتجنب التواصل البصري مع الحارس، ولم يرغب في التحدث عن الأسباب الكامنة وراء مسيره في الليل.
وأثناء المشي، توقف عن التحرك عند سماعه صرخة بعيدة متقطعة، ويقول إنّ صوت الصرخة التي سمعها تنتقل عبر المنازل من شارع مختلف أي ليس نفس الشارع الذي يمشي فيه المتحدث، إلا أنّ الصوت لم يدعوه ولم يناديه ليعود أو يودع الشخص الذي يصرخ، حتى أنه ابتعد أكثر وأكثر، ويضيء القمر مثل ساعة مضيئة في السماء، وتأكد هذه الساعة المجازية أنّ الوقت ليس خطأ أو صحيحًا، ويقول المتحدث مرة أخرى أنه على دراية بالليل.
الفكرة الرئيسية في قصيدة (Acquainted with the Night):
- العزلة والحزن واليأس:
يصف الشاعر نزهة ليلية في المدينة، وخلال هذا التجوال والذي هو بلا هدف، يتصارع مع شعوره باليأس والحزن، وفي الواقع تكون مشاعره قوية جدًا لدرجة أنها تمنعه من التكلم إلى الآخرين أو التواصل معهم، مما يبقيه في حالة عزلة تامة عن البشر، وبالتالي تشير القصيدة إلى وجود صلة بين هذه الحالات كالشعور باليأس وهو ما يؤدي إلى العزلة، والعكس صحيح، مما يخلق حلقة ذاتية الاستدامة، وتستكشف القصيدة أيضًا أنه عندما تشعر بهذا فإنه لا مفر منهم مثل المشي في ليلة لا نهاية لها.
وتعكس تفاصيل المدينة في الليل مزاجه، فهو على دراية تامة بالليل، ويرتبط الليل عمومًا بالظلام، والذي بدوره يرتبط بالمعاناة واليأس، وبالتالي فإنّ معرفتِه بالليل هو أيضًا رمز لإلمامه بهذه المشاعر الخاصة، وعلاوة على ذلك ونظرًا للإحساس بالعزلة الذي يسود القصيدة، يتم استخدام كلمة “تعرف” بشكل ساخر للإشارة إلى أن الشيء الوحيد الذي يتصل به هو الانفصال نفسه، وبالإضافة إلى ذلك يبدأ وينهي هذه المسيرة تحت المطر، وغالبًا ما يرتبط المطر بالحزن، وغالبًا ما تمثل قطرات المطر دموع الإنسان.
وبينما يستمر في المشي، يشتد الظلام المحيط به ويشتد حزنه، ويتخطى حتى أبعد نور في المدينة أي أنه مشى مسافة كبيرة جداً، وبالتالي يغوص أكثر في الظلام الجسدي وعلى نفس هذا المنوال، ويصف الحارة التي عبر منها في هذه المدينة أنها تعيسة وكئيبة وأن الجميع ينظرون إلها بهذا الشكل أيضاً، وهنا يعكس استخدام صيغ التفضيل “الأبعد” و “الأكثر حزنًا” زيادة في مشاعر اليأس والحزن واليأس فيه.
وفي الواقع يبدو أن يأسه وحزنه لا ينتهي أبدًا، وعلى الرغم من استمراره في التقدم والمشي، إلا أنّه لا يذهب في الواقع إلى أي مكان على المستوى المجازي والعاطفي أي أنه ما زال يشعر بالعزلة والحزن واليأس، وأن هذا الشعور لا مفر منه، مثل الليل نفسه.
وعلاوة على ذلك فإنّ مشاعر المعاناة واليأس لديه تمنعه من إيجاد المرح في أي رفقة وما زال يحافظ على حالة العزلة، وبالتالي من غير المحتمل أن يواجه إنسانًا آخر ليصاحبه، حتى أنه عندما صادف حارسًا يقوم بجولة في المدينة، رفض الاتصال بالعين أو التحدث إليه، ومن ثم سمع صوتًا بشريًا آخر من بعيد، ويقول إن المسافة والظلام تصعّب عليه تحديد مكان وصاحب الصوت.
إن الصوت الذي سمعه لا يستدعيه؛ أي لا يطلب منه المجيء إليه ولا يطلب منه المساعدة، ولا يمكنهم الاتصال مع بعضهما البعض لأنه بعيد، وعلى الرغم من انزعاج المتحدث من فرص التواصل البشري، إلّا أنّ عدم قدرته على تحقيق هذا الاتصال يعزز ويؤكد عزلته فقط.
وينظر الشاعر إلى السماء بحثًا عن نوع من الإجابة، ومع ذلك فإن القمر الذي يراه على أنه ساعة مضيئة، يخبره أن الوقت ليس خطأ ولا صحيحًا، وبالتالي حتى القمر لا يستطيع أن يزوده بأي راحة أو إجابة نهائية، ويكرر التأكيد على أنه شخص مُطلّع على الليل، موضحًا أن عزلته وحزنه ويأسه لم تقل ولم تتغير.
وعلاوة على ذلك تشير كلمة “واحد” إلى أنه هو واحد من بين العديد ممّن هم على دراية بهذه المشاعر الخاصة، وبالفعل فإن دورة العزلة واليأس الذاتية له تتعدى سببًا أو تفسيرًا معينًا؛ أي أن أسبابها كثيرة وغير معروفة، وبما أن معاناته ليست فريدة من نوعها، فإن القصيدة تشير إلى أن العزلة والحزن واليأس جزء متأصل من التجربة الإنسانية.