رواية أحدب نوتردام : هي رواية فرنسية كتبها فيكتور هوغو في عام 1482 في باريس، حول كاتدرائية نوتردام دي باريس. يحكي الكتاب قصة شاب أحدب يقع في حب فتاة غجرية فقيرة حافية القدمين لم تسخر أو تخجل من تشوه جسده . تمت كتابة الرواية كبيان للحفاظ على كاتدرائية نوتردام وليس لـ “تحديثها” ، حيث كان هوغو ضد ذلك تمامًا.
تبدأ القصة خلال عصر النهضة عام 1482 ، يوم مهرجان الحمقى في باريس. لتنقل لنا حكاية الأحدب الذي يقبع خلف جدران الكتدرائية حيث يتحول الأحدب من إنسان مهمّش غير موجود إلى إنسان يتفوّق على الجميع بفعل شرارة الحب.
شخصيات الرواية:
- كوازيمودو (الأحدب).
- إزميرالدا.
- القس.
- القاضي فرولو.
- فيبس.
أحداث الرواية :
تدور أحداث الرواية حول لقيط اسمه كوازيمودو وهو أحدب ومظهره قبيح وهو البطل للرواية، عائلة الأحدب من الغجر أتت إلى نوتردام من أجل سرقتها، لكنَّ محاولتهم للسرقة باءت بالفشل بسبب اكتشاف القسَّ المسؤول عن الكاتدرائية لهم، تهرب العائله خوفاً من القبض عليهم ويتركون ابنهم كوازيمودو خلفهم.
يقوم القس بتولي رعاية وتربية كوازيمودو داخل الكنيسة، ويعلمه ليصبح قارع الأجراس في كنيسة كاتدرائية نوتردام فيتسبب قرع الأجراس لكوازيمودو بالصمم، وعلى الرغم من أنّ شخصيته الخارجية مثيرة للرعب بسبب حدبه وقبح وجهه لكنَّها من الداخل شخصية طيبه ونقية ذات صفات حسنة.
نجح الأحدب في عمله نجاحاً كبيراً ليتم اختياره رئيساً للمهرجين في احتفال المهرجين السنوي الذي يقام في باريس لكنَّ القس لم يوافق على ذلك في البداية؛ لأنّه أراد لكوازيمودو أن لا يخرج من عمله داخل الكنيسة حتى لا يخاف أو ينفر الناس من مظهره المشوه ويرعبهم.
لكن حب كوازيمودو للناس يدفعه للذهاب ومخالفة القس. وفي الاحتفال تظهر فتاة جميلة جداً تدعى إزميرالدا وهي راقصة مهمة في الاحتفال، يحاول الجميع التقرب منها إعجاباً بها وبرقصها حتى القس كان احد الذين يسعون خلفها لكنّهم فشلوا جميعاً.
وهنا يقع نظر كوازيمودو عليها فيبهره جمالها وينبض قلبه بحبها وهنا يظهر الكاتب حجم المعاناة التي يقع بها كوازيمودو ليقع حائراً بين قلبه ومشاعره وشكله المنفر، كوازيمودو يحضر الاحتفال من غير أن يتنكر أو أن يخفي وجهه وهنا يطالب الناس بمحاكمته وعقابه لأنّه حسب رأيهم كانت رؤية وجهه مصدر إزعاج لهم.
يظهر دور الراقصة إزميرالدا التي تساعده في الهرب من العقاب مشفقةً عليه، ثم تفر هي أيضاً خوفاً من محاسبتها على مساعدتها له، ممّا يثير غضب الجميع وسخطهم وعلى رأسهم القاضي فرولو؛ لأنّهما لم يسمعا أوامره وخالفا تعليماته.
يرسل القاضي فرولو جنوده لمطاردتهما فيساعد كوازيمودو إزميرالدا في الهرب رداً على ما فعلته معه وهنا ينبعث الأمل في نفسه بوجود من يحنو عليه ويشفق لحاله مع تيقنه بعدم وجود الأمل بأي فرصه لتبادله إزميرالدا الحب ولكنّه يفعل المستحيل ويقدم التضحيات لإنقاذها.
يطلب القاضي من جنوده إحراق المدينة بأكملها لإحضارهما إليه، يستغرب قائد الحرس فيبس من أفكار القاضي وأوامره بحرق المدينة ويرتاب من تصرفاته ممّا يدفعه للتمرد عليه وعصيان أوامره، فيأمر القاضي باعتقاله ويصدر أمراً بقتله.
عندما عرفت إزميرالدا بذلك تهب لمساعدة فيبس وتنقذه باللحظات الأخيره وتطلب من كوازيمودو أن يخبئه بعيداً عن القاضي وجنوده عندها أدرك كوازيمودو أنّ حبه لإزميرالدا ذهب في مهب الريح، وأنّها واقعة في حب شخص آخر وهو فيبس قائد الحرس ورغم ذلك لا يزال الأحدب يقدم التضحيات ويساعد فيبس في الاختفاء عن أعين القاضي وجنوده .
وعندما عرف القس بذلك أعلن للناس أنّ الأحدب أحرق المدينة وتآمر ضد أهلها بتهريب المجرمين، ولكن بعد أن يخرج فيبس قائد الحرس ويحذّر سكان باريس من أعمال القاضي فرولو وبعد تكشف الحقائق هب الناس لمنع القاضي من دخول الكاتدرائية ومهاجمتها.
ولكنّ القاضي لا يزال مصراً على أن يقتحم الكنيسة محاولاً قتل كل من كوازيمودو وأزميرالدو وعندما يصل إليهما ويجدهما داخل الكنيسة يخبر الأحدب بأنّه لقيط، وأنّه من الغجر ويهاجم أزميرالدا لقتلها فيهب الأحدب لإنقاذ حياتها مرّة أخرى.
ويتدخل القدر لإنقاذهما من يد القاضي الذي سقطت عليه أحد تماثيل الكنيسة ليقع جثة هامدة وسط نيران الكنيسة، فتنتهي الحكايه باعتراف الناس بصفاء قلب الأحدب وطيبته حاملينه فوق رؤوسهم.
ما هي القيم السامية في الرواية؟
إنّ من أهم القضايا التي حاول فيكتورهوجو التوصل إليها أنّ الصراع السطحي للشكل الخارجي يقف عائقاً أمام جميع فئات المجتمع، خصوصاً أصحاب الإعاقات، عندما تكون نظرة المجتمع لتقييم الأشخاص نظرة سطحية معتمدة على الشكل الخارجي دون النظر إلى ما يحمله الشخص من قيم إنسانية تسمو به إلى أن يكون من صفوة أبناء المجتمع، وهنا تظهر معاناة الأحدب وآلامه في مجتمع حاول عزله وتهميشه بسبب شكله الخارجي الذي لم يكن بيده اختياره.
وتظهر الفكرة بوضوح عندما جمع الكاتب جمال الشكل الخارجي المتمثل بشخصية إزميرالدا وقبح الشكل المتمثل بشخصية كوازيمودوالتي يحاول الأحدب إقناع نفسه بإمكانية اجتماعهما رغم كل المفارقات ولكنّه يصطدم بالواقع عندما تقع إزميرالدا بحب شخص آخر لتنتهي أحلامه بتحقق سعادته المنشوده ويتأكد أنّ مساعدتها له ما هي إلّا إشفاقاً منها على حاله .
وعلى الرّغم من ظلم المجتمع له إلّا أنّ نقاء روحه وصفاءها تتغلب في النهايه وتنتصر حتى لو لم يكن الشكل الخارجي بجمال الروح ونقائها.
.