مفهوم اللغات السامية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغات السامية:

تعرف اللغات الساميّة بأنها فرع من عشيرة اللغات الأفروآسيوية. وتعتبر هذه اللغات بأنها أحد اللغات التي واجهت الكثير لتستقل بشكل تدريجي، ولتشكل بعدها لغة بحد ذاتها بعد أن كانت مجرد طريقة كلام يتبعه بعض أفراد القبائل. حيث يعود أصل ونسب هذه اللغة إلى سام بن نوح عليه السلام، التي لُقبت وعُرفت قبيلته وقتها بالساميين.

وفي دراسة حديثة أُجريت على من قبل عدد كبير من اللغويين، تبين أن ما يقارب 467 مليون شخص يتحدثون اللغة السامية كلغة أم، ويعتبر أكثر إذا لم يكن جميع متحدثيها من شمال وشرق أفريقيا والشرق الأوسط. حيث تعد لغتنا العربية هي أكثر اللغات السامية شهرة واستخدمًا في يومنا هذا، فيتجاوز عدد متحدثيها 422 مليون شخص في العالم، وبعدها تأتي اللغة الأمهرية، التي يتحدثها ما يقارب 27 مليون شخص، وبعدها اللغة التيغرينية، التي يتحدثها 6,7 مليون شخص، وبعدها اللغة العبرية، التي يتحدثها 5 مليون شخص، أغلبهم يهود فلسطين.

تعد اللغات السامية أول اللغات التي اعتمدت نظام الأبجدية المصرية ليكن نظام كتابتها، وهذا جعل اللغات السامية تنتشر في كافة أرجاء العالم. كما تعد اللغات السامية واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في العالم؛ وذلك لأنه تم العثور على كتابات ومخطوطات أكادية سامية يبلغ عمرها ما يقارب 5 آلاف عام. ولكن انقرضت العديد من لغات الشرق الأوسط التي لا تنحدر من عائلة اللغات السامية ولم يتبقى سوى بعض النصوص الدينية.

أصل اللغات السامية:

كون اللغات السامية هي أحد لغات عائلة اللغات الأفروآسيوية، فهذا يدل على أنها لغات خاصة بسكان قارة آسيا، ولكن باقي أفرع اللغات نشأ متحدثوها في شمال وشمال شرق أفريقيا. وبينت بعض الدراسات أن أصل متحدثي اللغات السامية من شمال أفريقيا؛ وذلك لأنه حصلت حركة هجرة من شمال أفريقيا إلى آسيا غيرت من طريقة كلام السكان المحليين.

وفي أواخر العصر الحجري الحديث، قام الباحثون اللغويون في اللغات السامية ببيان مدى أهمية معرفة الموطن الأصلي للغات السامية؛ وذلك لأن كافة اللغات السامية الحديثة من المرجح أنها تُنسب إلى نسب واحد ومشترك، كما أنه لا يمكن معرفة الموطن الأصلي للغات السامية إلا بالتدقيق في دراسة عائلة اللغات الأفروآسيوية.

وبعدها بين المؤرخ اللغوي كريستوفر إيهرت في دراسة حديثة له، بأن عائلة اللغات السامية تشكلت نتيجة لهجرة سكان شمال أفريقيا إلى فلسطين، وهذا يدعم الدراسة في أعلاه، كما أنه أشار إلى أن هؤلاء السكان حملوا معهم طريقة كلام كانت السبب في تغير اللغات في قارة آسيا، وساعدت لتشكل لغات جديدة تميز لغات هذه القارة عن غيرها من اللغات.

وبعد كريستوفر إيهرت قام اللغوي والمؤرخ دياكونوف بإجراء دراسة في أصل اللغات السامية، وتبين في دراسته أنه تنحدر هذه اللغات من كنعان ودلتا النيل؛ وذلك لأن كافة اللغات التي تنحدر من عائلة اللغات الأفروآسيوية ذات أصل كنعاني ومن المستبعد أن تكون هذه اللغات ذات أصل أفريقي، وفقًا له.

ونتيجة لكثرة الدراسات التي تدعم أن أصل هذه اللغات تنحدر من سكان شمال أفريقيا، تم التخلي عن الفرضية التي تبين بأن الموطن الأصلي للغات السامية هو كنعان ومختلف مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية الأخرى.

تصنيف اللغات السامية:

اللغات السامية الشرقية:

تشتمل هذه اللغات على اللغة الأكادية، والتي تضم اللهجات الآشورية والبابلية، واللغة الأيبلاوية.

اللغات السامية الوسطى: 

يضم هذا التصنيف تصنيفان أساسيان، وهما:

  •   اللغات السامية الشمالية الغربية: والتي تشتمل على اللغات الآرامية (الآرامية العتيقة والآرامية الشرقية والسريانية والآرامية البابلية والمندائية والتدمرية والآرامية المسيحية السورية والنبطية والسامرية والآرامية المسيحية الفلسطينية والأوغتريتية). واللغات الكنعانية (الأمورية والفينيقة والعبرية والعمونية والإدومية).
  • اللغات العربية: تشتمل اللغات العربية على كافة أشكال اللهجات العربية المستخدمة، سواء في الحجاز والهلال الخصيب ونجد. فكانت تنقسم العربية إلى ثلاث أقسام رئيسية، العربية الشمالية القديمة (العربية النبطية)، العربية الفصحى (الفصحى الحديثة)، اللهجات العامية (المالطية).

اللغات العربية الجنوبية القديمة:

في زمن ممالك سبأ وحمير ومعين، كانت يضم هذا التصنيف من اللغات السامية كل من اليمن وعمان، بالإضافة إلى كافة اللغات التي استخدم خط المسند لكتابتها في مناطق عسير وتهامة وشمال الجزيرة العربية وبادية الشام. وهذه اللغات كانت تندرج تحت اللغات السامية الجنوبية قديمًا، ولكن أظهرت الدراسات الحديثة أنها أحدى تصنيفات اللغات السامية الوسطى. وكان هذا التصنيف يضم اللغات المعينية، السبئية، القتبانية، الحضرموتية، الحميرية، الخولانية.

اللغات السامية الجنوبية:

كانت اللغات السامية الجنوبية تضم كل من اللغات الحبشية، والتي تشمل لهجاتها على (الجعزية والأرغوببة والتجري والتغرينية والغافات وجراجي) في عدد من المناطق ولكن أشهرها أثيوبيا وأرتريا.

اللغات العربية الجنوبية الحديثة:

ضم هذا التصنيف اللغوي للغات السامية عدد من اللغات، مثل الشحرية، المهرية، السقطرية، البطحرية، الحرسوسية، الهوبيوت.


شارك المقالة: