مصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة كان ليس له أي أهميّة، ولكن نظراً لعدّة عوامل وأسباب أصبح هذا المصطلح جدير بالدراسة والبحث؛ فوضعت له العديد من الدراسات التي تختصّ به وبأهميّته، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن الأشخاص المخوّلين بالقيام بالترجمة التاريخية عبر الحقب الزمنية؛ وهذا لأن هذا النوع من الترجمة لا يستطيع أي مترجم عادي القيام به.
من هم المخولين بالترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة؟
هنالك عدّة أمور تحكم الأشخاص المخوّلين بالقيام بالترجمة التاريخية والذين لهم الشرعية والأهليّة بالقيام بها؛ والسبب في ذلك هو أنّ هذا النوع من الترجمة له عدّة مهارات وشروط، ومن أهم وأوّل هذه الشروط هي قدرة المترجم على فك الشيفرات والرموز الخاصّة بالنصوص القديمة؛ والسبب في ذلك هو الاختلاف الكبير بين اللغتين الأصلية والمنقولة بعد القيام بالترجمة التاريخية، والتي يرى البعض أنّه على الرغم من أن الترجمة هي ضمن اللغة الواحدة، ولكن بعد القيام بالنقل والتحديث فتصبح اللغتين في اختلاف واستقلال تام عن بعضهما البعض.
ومن الشروط كذلك إدراك بعض المهارات في الاختلافات البسيطة بين اللهجات، على سبيل المثال هنالك اختلافات صرفية ونحوية بين اللهجتين البراغماتية والعبرية القديمة والعبرية الحديثة، وتلك اللهجات هي ضمن لغة واحدة وهي العبرية، وأكثر ما يميّز تلك اللهجات عن بعضها البعض هي بناء الجملة بنصوصها، وعلى سبيل المثال الكتاب المقدّس المكتوب باللغة العبرية في كتاب التوراة، يعتبر لهجة غير واضحة للشعب الإسرائيلي أبداً.
كذلك من ضمن الأشخاص المخوّلين بالقيام بالترجمة التاريخيّة هم علماء اللغة؛ والسبب في ذلك هو أنّ هذا المجال من الترجمة تحديداً يتطلّب من المترجمين خبرة باللغة أكثر من الخبرات الأخرى المطلوبة في مجال الترجمة العاديّة، ومن أكثر اللغات صعوبة في الفهم هي ترجمة اللغة الفرنسية القديمة إلى الفرنسية الحديثة؛ إذ تعتبر الفرنسية من أكثر اللغات المتعدّدة اللهجات.
ولا ننسى الشرائح الأخرى مثل العلماء والمؤرّخين والمعلّمين والأدباء؛ فكل تلك الشرائح هي تركّز على اللغة نفسها وعلى مدى إدراك تعدّد اللهجات، أكثر من تركيزها على المسائل اللغوية والنحوية الأخرى.